#د_نجيبة_ابراهيم_أحمد
#مؤسسة_رؤى_للدراسات
إذا كنا نتحدث عن نوع أو صنف معين من الخطاب إلا وهو الخطاب السياسي فأننا نقصد في تلك الآراء والمبادىء والنظريات التي تعرض للعلاقة بين الفرد والسلطة، ومايستلزم ذلك من دراسة وتفسير ظاهرة السلطة في نشأتها، ووجودها أو جوارها وتطورها ومؤسساتها ووظائفها ومالها.
واذا امعينا النظر إلى المرجعية الفكرية التي كانت تحكم الخطاب السياسي في العراق قبل عام 2003 كانت مرجعية قومية متعصبة وطائفية سياسية، انتجت خطاباً تمييزياً وتهميشياً وسلطوياً افضى بالنتيجة إلى فشل تجربة الحزب الواحد في العراق آنذاك. وقد أدى التغيير السياسي الذي حدث بعد عام 2003 بالنتيجة ؟إلى ظهور مرجعيات فكرية جديدة أصبحت تتحكم بالخطاب السياسي العراقي المعاصر، ولعل ابرز هذه المرجعيات مرجعيتين فكرتين آساسيتين هما مرجعية الاسلام ومرجعية الديمقراطية العلمانية وهما المرجعيات تمتلها في الواقع السياسي العراقي الراهن عدة قوى سياسية اسلامية وعلمانية.
اذا على اثرهما ظهر خطاب السياسي فيه تناقضات نظراً لوجود مشاكل في تصوير وضع ومكانة الدولة في رؤية اغلب القوى السياسية ونظراً لحجم المشاكل التي تعاني منها العراق، فالتعددية القوى السياسية كبيرة وتحمل تناقضات فيما بينها ومن ثم فإن رؤيتها لما يجب ان يكون عليه واقع سياسات البلد متباين بل ومتصارع في احيان، وطالما أن كل الحكومات التي ظهرت بعد عام 2005 انما هي حكومة ائتلافية، فإنها كانت تحمل تقاطعات كبيرة بين القوى السياسية التي تشارك تلك الحكومات وهو مايقلل من قدرة الحكومات على اعتماد وعلى خطاب جامع وموحد للارادة القوى السياسية والاكثر منه ان هذه الحكومات لم تستطيع امتلاك تجانس الخطاب السياسي اذ ان مركز الوحدة القرارية تعاني ويتعرض لضغوط داخل المؤسسات السياسية.فضلاً عن ضغوط التنظيمات الحزبية والضغوط الخارجية وكل هذه الضغوط اكثر وضوحاً قبل عام 2014 ومابعدها واوضاع مابعد هذا التاريخ وحتى الآن اظهرت الحاجة إلى مرجعة مضمون الخطاب السياسي، والاتجاه إلى اظهار مركز قراري موحد إلى جانب اعتماد على سياسات متجانسة تقترب بصورة اكبر من المصلحة العامة للبلد اكثر من مصالح الحزبية للقوى السياسية مع كل المحاولات إلى وصول إلى النضج في الخطاب السياسي وتحقيق مستقبل للبلد ولكن لايزال العراق لم يصل إلى مرحلة النضج المعبر عن امتلاك الخطاب السياسي أو بممارسات سياسية يمكنها التعبير عن احتياجات البلد.
اذاً من كل ذلك نتسأل:
-ماهي طبيعة الخطاب السياسي في العراق بعد عام 2014؟
-ماهي القوى السياسية وتوجهاتهم؟
-هل وصل العراق إلى مرحلة النضج الخطاب السياسي أم لا اذ لم يصل ماهي العقبات امام ذلك؟.
وختاماً يمكننا القول إن المرجعيات الفكرية في العراق أثرت بشكل كبير في تكوين ملامح الخطاب السياسي العراقي عن طريق التأثير في خطاب التيارات لدرجة أن الخطاب أصبح خطاباً لا يمتلك هوية ثابتة، بل هوية منتقلة بين الدينية والمذهبية والمدنية والعلمانية بحسب نوع وشدة الخطاب والتي ساهمت بدورها في عدم وجود خطاب سياسي وطني اي خطاباً كجزء من مشكلة وعدم الاستقرار.