أعلنت البحرية الإيرانية اليوم الخميس أنها صادرت ناقلة نفط في بحر عُمان بناء على “أمر قضائي”، وفق الإعلام الرسمي.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” أن “القوات البحرية للجيش الإيراني أوقفت ناقلة نفط أميركية في مياه بحر عمان بأمر قضائي”.
أفادت وكالتا أمن بحري بريطانيتان “يو كاي أم تي أو” و”أمبري”، اليوم الخميس، بأن مسلحين صعدوا إلى متن سفينة في خليج عُمان على مقربة من إيران، مشيرتين إلى فقدان الاتصال بها.
وأشارت “يو كاي أم تي أو” التي تديرها القوات البحرية الملكية البريطانية إلى أنها تلقت تقريراً من مدير الأمن بـ”سماع أصوات مجهولة عبر الهاتف” مع ربان السفينة.
وقالت شركة “أمبري” لأمن الملاحة البحرية رداً على طلب من وكالة الصحافة الفرنسية “صعد على ناقلة سانت نيكولاس للنفط الخام التي ترفع علم جزر مارشال، أربعة إلى خمسة أشخاص مسلحين بينما كانت على بعد نحو 50 ميلاً بحرياً (92.6 كيلومتر) إلى شرق ولاية صحار العمانية”.
وأضافت الشركة بعد ذلك في بيان أن “الناقلة كانت تتحرك بسرعة 11.4 عقدة (نحو 21 كيلومتراً في الساعة) واستمرت في التحرك بتلك السرعة في مسار ثابت بعد ساعة من وقت الصعود عليها المبلغ عنه”، لافتة إلى أن الناقلة بدَّلت وجهتها وزادت سرعتها قبل فقدان الاتصال معها و”توجهت نحو بندر جاسك في إيران”.
وأوضحت “أمبري” أن المسلحين المشتبه فيهم يرتدون “زياً عسكرياً أسود اللون وأقنعة سوداء” و”أقدموا على تغطية كاميرات المراقبة على متن السفينة، مشيرة إلى الناقلة نفسها قبل تغيير اسمها لوحقت قضائياً سابقاً لنقلها نفطاً إيرانياً خاضعاً للعقوبات صادرته الولايات المتحدة وفرضت عليها غرامة.
وبحسب موقع “مارين ترافيك” لرصد حركة الملاحة، انطلقت سفينة “سانت نيكولاس” من ميناء البصرة في جنوب العراق وكانت متجهة إلى تركيا.
وكانت ناقلة النفط “سانت نيكولاس” محل نزاع العام الماضي بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تحفظت واشنطن عليها في 2023 في عملية لإنفاذ العقوبات لكن السفينة كانت تبحر تحت اسم مختلف وهو “سويز راجان”.
وقالت الولايات المتحدة في ذلك الوقت إن الحرس الثوري الإيراني كان يحاول إرسال نفط مهرب إلى الصين في انتهاك للعقوبات الأميركية.
وقالت شركة “إمباير نافيجيشن” ومقرها اليونان اليوم الخميس لوكالة “رويترز”، إنها فقدت الاتصال مع السفينة التي تشغلها لدى إبحارها قرب صحار العمانية وعلى متنها 19 من أفراد الطاقم أحدهم من اليونان و18 من الفيليبين، وأشارت الشركة إلى أن الناقلة تحمل شحنة حجمها 145 ألف طن متري من النفط من البصرة في العراق ووجهتها كانت ميناء علي أغا في غرب تركيا عبر قناة السويس.
وبينما هاجم الحوثيون اليمنيون المتحالفون مع إيران السفن التجارية في البحر الأحمر منذ أكتوبر (تشرين الأول) لإبداء الدعم لحركة “حماس” التي تتعرض لحملة عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة، تركزت هجماتهم في مضيق باب المندب إلى الجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية.
أما واقعة اليوم الخميس فقد حدثت بالقرب من مضيق هرمز بين عمان وإيران.
ولم يرد الأسطول الخامس للبحرية الأميركية بعد على طلب للتعليق ولم يدل بمزيد من المعلومات.
وكانت السفينة سويز راجان تحمل أكثر من 980 ألف برميل من النفط الخام الإيراني المهرب العام الماضي عندما تم احتجازها ومصادرة النفط في عملية أميركية لإنفاذ العقوبات.
ولم تتمكن من تفريغ الخام الإيراني لنحو شهرين ونصف الشهر بسبب مخاوف من فرض عقوبات ثانوية على السفن التي تستخدم في تفريغه، وتم تغيير اسمها إلى “سانت نيكولاس” بعد تفريغ الشحنات.
وفي السنوات الأخيرة، تبادلت واشنطن وطهران الاتهامات على خلفية سلسلة حوادث في مياه الخليج بما في ذلك هجمات غامضة على سفن وإسقاط طائرة مسيرة ومصادرة ناقلات نفط.
في يوليو (تموز) الماضي، أعلنت البحرية الأميركية أن الحرس الثوري الإيراني احتجز سفينة تجارية “يحتمل أن تكون متورطة في أنشطة تهريب” في منطقة الخليج، غداة اتهامها البحرية الإيرانية بمحاولة احتجاز ناقلتي نفط تجاريتين قبالة سواحل عمان.
ومطلع أغسطس (آب) الماضي، أعلنت واشنطن وصول أكثر من ثلاثة آلاف بحار أميركي إلى الشرق الأوسط في إطار خطة لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة بهدف ردع إيران عن احتجاز السفن وناقلات النفط.
وجاءت هذه التحركات في أعقاب سلسلة من عمليات احتجاز السفن عند مضيق هرمز، الممر الرئيس الذي يعبر من خلاله يومياً نحو خُمس إنتاج النفط العالمي.
في منطقة أخرى، شهد البحر الأحمر خلال الأسابيع الماضية سلسلة هجمات أو اعتراضات لسفن نفذها المتمردون اليمنيون الحوثيون، تضامناً مع قطاع غزة الذي يشهد حرباً مع إسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأعلن الحوثيون أنهم يستهدفون سفناً مرتبطة بإسرائيل أو إسرائيلية.