#آمال_شحادة
#مؤسسة_رؤى_للدراسات_والأبحاث
بقدر الاهتمام الإسرائيلي بجعل الملف النووي الإيراني في صدارة مباحثات مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال لقاءاته المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب، كان هناك اهتمام غير متوقع باتفاقيات “أبراهام” بموازاة الملف الفلسطيني التي سيطرت على معظم اللقاءات، مما اعتبره البعض تحدياً غير سهل أمام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يضم في ائتلافه المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموطرتش.
وفي لقائه مع نتنياهو، استمع سوليفان إلى جانب من التقارير العامة حول النووي الإيراني وما يشكله من خطر “ليس فقط على إسرائيل والمنطقة، إنما العالم كله”، كما شدد نتنياهو على رغبة إسرائيلية في تحقيق السلام قائلاً لضيفه، “عليك أن تعلم أننا نرى فيكم شركاء مخلصين في مواضيع أمن مشتركة، وبالتأكيد في تحقيق السلام”.
وأضاف نتنياهو، “جئتم في وقت خاص من التحديات الخطرة لأمننا وفرص واسعة للسلام. أنا مقتنع بأنه من خلال العمل معاً سنكون قادرين على مواجهة التحديات وتحقيق الفرص. وهذا يعزز تحالفنا، وهو تحالف رائع، ويمكن أن يغير أيضاً المنطقة والتاريخ”.
زيارة سوليفان إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية جاءت ضمن سلسلة زيارات لمسؤولين أميركيين بعد تشكيل حكومة اليمين المتطرف، وما اتضح من مخاطر لسياستها تجاه الفلسطينيين وفي المنطقة. ومن المتوقع أن يجري وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة نهاية الشهر الحالي، ثم يسافر نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن.
تعميق اتفاقيات “أبراهام”
على عكس رغبة نتنياهو تصدر ملف اتفاقيات “أبراهام” أبحاث لقاءات سوليفان، حيث أكد الجانب الأميركي ضرورة توسيعها، انطلاقاً من أنها تسهم في استقرار المنطقة، كما بحث سوليفان مع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غلانت سبل تعميق العلاقات الخاصة بين محافل الأمن في واشنطن وتل أبيب، وكذلك “ضرورة بذل إسرائيل جهوداً كبيرة للحفاظ على اتفاقيات (أبراهام) وتوسيعها، كونها فرصة لاستقرار المنطقة من خلال التعاون الأمني والسياسي والتكنولوجي، إلى جانب الحوار مع شركاء آخرين في المنطقة”.
وقبل اللقاء الثنائي بين نتنياهو وسوليفان جرى لقاء موسع بحث الخطوط العريضة المشتركة للطرفين، شارك فيه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس الطاقم تساحي بريفرمان، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ومستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط بيرت مكجورك، كما شارك سفيراً الدولتين مايك هرتسوغ وتوماس نيدز.
واستغل نتنياهو نقاش المشاركين حول مخاطر الوضع الذي تشهده المنطقة، بما في ذلك الضفة الغربية ليعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية أمام ضيفه أن جهات قانونية وسياسية إسرائيلية تعد ملفاً خاصاً للرد فيه على الخطوات الفلسطينية ضد إسرائيل في الساحة الدولية، معتبراً إياها بمثابة “هجوم واسع وغير مقبول على إسرائيل، مما يستدعي الرد الحازم عليه”.
وكان السفير الأميركي في إسرائيل توماس نيدز قد أعرب عن أمله في “إمكانية تحقيق تقدم في الشأن الفلسطيني والدفع بحل الدولتين مع الحكومة الإسرائيلية الحالية”. وقال إن “السياسة الأميركية تدعم حل الدولتين بشكل كامل. رؤيتنا بسيطة جداً. نريد الحفاظ على حل الدولتين على قيد الحياة وحماية المدنيين الفلسطينيين دون المساس بأمن إسرائيل. لقد اعتقدنا دائماً أن هذا الحل جيد لأمن إسرائيل، ولن نفعل أي شيء للتنازل عن هذا الأمن”.
تقارير استخباراتية وعسكرية
حرص المسؤولون الإسرائيليون خلال لقاءاتهم، كل من جهته، على عرض جانب من تقارير تعتبرها إسرائيل داعمة لحملتها الدولية ضد إيران، وهي تقارير استخباراتية عسكرية وثقتها إسرائيل، وتدعي أنها تظهر النشاط النووي الإيراني والجهود التي تبذلها طهران للوصول إلى قنبلة نووية، إضافة إلى تقارير أخرى “تؤكد جهود إيران في سوريا ولبنان وعلى طول الحدود الشمالية من أجل تعزيز قدرات وكلائها في المنطقة. وعرضت تقارير أخرى مشابهة خلال لقاء سوليفان ووزير الخارجية إيلي كوهين، الذي قال إن “التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة ضروري لوقف البرنامج النووي الإيراني”. وشدد أمام ضيفه الأميركي على أن “وزارته وضعت خطة متكاملة، وستواصل العمل لإزالة التهديد النووي الإيراني من إسرائيل والشرق الأوسط والعالم بأسره”. وأضاف كوهين أن “الطريقة لإحداث تغيير في سلوك إيران هي من خلال ممارسة ضغط هائل وفوري وشامل في كل مجال يكون لإيران مصلحة فيه”.
اجتماع افتراضي
من بين اللقاءات التي أجراها سوليفان مع المسؤولين الإسرائيليين عقد اجتماع افتراضي إلى جانب مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، مع مستشاري الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، والشيخ البحريني ناصر بن حمد آل خليفة. وناقش الأربعة تعزيز المصالح المشتركة في المنطقة وأعلنوا التزامهم تعميق “اتفاقيات أبراهام”، وطرحوا خطوات عملية لتعزيز المصالح المشتركة في المنطقة.