واصلت إسرائيل، حملتها على حركة “حماس” في خان يونس، جنوب قطاع غزة، في الوقت الذي يعاني فيه النازحون الفلسطينيون الذين لجأوا لشمال الجيب المدمر من سوء الأحوال الجوية.
وأفاد سكان بإطلاق نار كثيف من الجو والدبابات في أنحاء خان يونس، وهي المنطقة التي أصبحت محور الهجوم البري الإسرائيلي على “حماس”، وحول مستشفيين رئيسيين هناك.
وكثف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضغط على قطر للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، قائلاً إنه ينبغي للدوحة أن تستخدم نفوذها لدى حركة حماس باعتبارها “مستضيفة وممولة لها” على حد وصفه.
وقال نتنياهو للصحافيين “أنا لا أسحب كلماتي”، وذلك رداً على سؤال عن تعليقات له غير معلنة ذكر فيها أنه لا يرغب في شكر قطر على توسطها وأنه يعدها “مثيرة للمشاكل”.
وجرى تسريب تلك التعليقات إلى التلفزيون الإسرائيلي هذا الأسبوع في صيغة تسجيل صوتي.
وقالت حركة حماس إن مقاتليها أطلقوا صاروخاً مضاداً للدبابات على دبابة إسرائيلية جنوب غربي خان يونس.
وأعلنت حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية أن مقاتليها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في المنطقة وأطلقوا صواريخ على إسرائيل.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الغارات الإسرائيلية أصابت محيط مستشفى “الأمل” ومستشفى “ناصر”، وهو أكبر منشأة طبية عاملة في الجنوب.
وأعلن المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة أن القصف الإسرائيلي يهدد الرعاية الصحية ويعرض حياة الأطباء والمرضى والنازحين للخطر.
وأوضحت السلطات الصحية في غزة أن نحو 26257 فلسطينياً قتلوا وأصيب نحو 65 ألفاً حتى الآن، من بينهم 174 قتيلاً خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرات ودبابات وقوات مشاة إسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 11 مسلحاً خلال الساعات الـ 24 الماضية، في معارك درات في خان يونس بقطاع غزة.
وأضاف الجيش، في بيان، أنه استهدف مسلحين كانوا يحاولون زرع متفجرات بالقرب من القوات وآخرين كانوا يطلقون نيران البنادق وقذائف صاروخية باتجاه الجنود.
ميدانياً أيضاً، أفيد بمقتل 28 فلسطينياً وإصابة 80 آخرين بقصف إسرائيلي متواصل على خان يونس خلال الساعات الـ24 الماضية.
اتفاق آخر
على خط آخر، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تعمل على تسهيل التوصل إلى اتفاق آخر في شأن إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة “حماس” في غزة، من دون ترجيح حصول أي “تطورات وشيكة”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين “لا يجب أن نتوقع أي تطورات وشيكة”.
وبحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “الأحداث الأخيرة في إسرائيل وغزة، بما في ذلك الجهود لإطلاق سراح الرهائن الذين خطفتهم (حماس)”، بحسب ما أعلن البيت الأبيض.
ويأتي ذلك بينما من المقرر أن يلتقي رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في أوروبا مع نظرائه من إسرائيل ومصر ورئيس الوزراء القطري بهدف التفاوض على هدنة وإطلاق سراح باقي الرهائن، بحسب وسائل إعلام أميركية.
ويلتقي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) “في الأيام المقبلة في باريس” مسؤولين كباراً من مصر وإسرائيل وقطر لمحاولة التوصل إلى اتفاق في شأن غزة، وفق ما أفاد مصدر أمني من دولة مشاركة في المفاوضات.
وأكد المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية معلومات أوردتها صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية تفيد بأن بايدن يعتزم في القريب العاجل إرسال ويليامز بيرنز إلى أوروبا لمحاولة التفاوض على إطلاق سراح رهائن محتجزين في قطاع غزة مقابل هدنة من شهرين.
طرد الأونروا
أكدت إسرائيل أنها ستسعى إلى منع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من العمل في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وذلك إثر اتهام الدولة العبرية موظفين في الوكالة الأممية بالضلوع في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وأعلنت “الأونروا” أنها طردت “عدة” موظفين لديها تتهمهم السلطات الإسرائيلية بالضلوع في الهجوم. وسارعت الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا إلى تعليق تمويل الوكالة.
وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة “إكس” أن وزارة الخارجية تهدف إلى ضمان “ألا تكون الأونروا جزءاً من المرحلة” التي تلي الحرب، مضيفاً أنه سيسعى إلى حشد الدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأطراف مانحة أخرى رئيسة.