#د_معتز_عبد_القادر_النجم
لقد جاءت القيادات السنية في عراق مابعد 2003 وهي تحمل في غور نفسها اهداف لم تستطع الافصاح عنها الا بعد ان تتمكن وان تقدم عربون الاطمئنان لشركائها السياسيين
وانطلقت هذه القيادات من مشروع تمثيل المكون الذي اصابتهُ صدمة التهميش والاتهام بالجرائم سواء البعثيه ام الصدامية ثم تلتها اللصق بجرائم تنظيم القاعدة وداعش لذلك بدات هذه الزعامات تستلهم شرعيتها من رضا الطرف الاخر باعتبار ان وجودها اصبح رهين بمباركة امريكية اوبقبول ايراني
في الوقت الذي تركت اغلب الدول العربية بشكل عام والخليجة بشكل خاص العراق يصارع وجوده كفريسة وسط ذئاب جائعة ان صح التعبير.
لذلك بدأت الولايات المتحدة الامريكية وايران تعمل على صناعة زعامات من أجل حصر طموح واردة هذا المكون في هولاء وأغدقت عليهم المال والتسليح والتدريب ووفر الماكنة الاعلامية والجهد الاستخباري، ليس لخدمة طموحاتهم الشخصية بل لخدمة أجندته التي كان هؤلاء مجرد وسائل وأدوات فيها.
ودخلت عملية هندسة العلاقات بين الزعامات ونمط تفكير وسلوك كل شخصية بدأت تطفو ولكن الامر الغرب هو ان هذا المكون لم يصنع زعامه اضطرارية فالسردية التاريخية كانت ولاتزال حاضرة في العقل الجمعي لكل مواطن وطني يفصل بين النفعية الخاصك والعامة،
وما دفعنا ان نكتب هنا هو ان الكتل السياسية في المكون السني في طور استعدادها لانتخابات مجالس المحافظات بدأت الخلافات تعصف بهم وبدات الاتهامات تطلق هنا وهناك الامر الذي عمق حجم الصراع الحقيقي،ومايثير الامر غرابة هو ان هذا الصراع لم يكن على مستوى تحقيق مصلحة المكون ومحاولة تصحيح مسار الازمات وبدأت عملية التعكز على مصائبه سواء في التهجير او التعويض او المخيمات التي اصبحت اسواق للحصول على الاصوات الانتخابيةض
فبعد أكثر من عام على الانتخابات التشريعيّة الأخيرة، فشلت الأطراف السنّيّة في تشكيل تكتّل واحد داخل البرلمان العراقيّ، بعكس ما كانت تروّج له قياداتها السياسيّة على أنّها تعمل ضمن تحالف كبير الذي سرعان ما انقسم بين الكتل الشيعيّة الرئيسية اذا ظهر لديناهناك 3 أطراف سنّيّة بارزة تتصارع على زعامة المشهد السني، وان القاسم الشترك بينهم هي مصالحهم قبل مصالح جمهورهم فاذا ما سلطنه الضوء في بعدهُ الجغرافي نرى ان السيد الحلبوسي بدأ يخوض غمار تصحيح مسار التفرد الذي مارسه في السلطة وذلك من خلال اللقاءات الاخيرة في محافظة الانبار،من خلال اجراء المصالحة مع بعض الشخصيات التي ادرك انها بدأت تهدد مكانته ولاسيما عندما بدأت هذه الشخصيات بالركون الى الطرف الاخر مستفيدة من حالة الشحن والخلافات في هذه المساحة الجغرافية
اما السيد الخنجر الذي يفتقر الى العمق العشائري بالحجم نفسه مع السيد الحلبوسي بدأ يذهب لخارج المحافظة مستفيد من حالة التشرذم في المحافظات الاخرى ولاسيما محافظة نينوى،هذه المحافظة التي كانت ولازالت ولادة افكار ورجال وزعامات عشائرية ودينية ولكن نتيجه للأنا العلية وعدم نكران الذات بين سياسين هذه المحافظة بالرغم من امتلاكهم المال الذي يمكن ان يوظف لخدمة مشاريعهم السياسية وخلك بيئة سياسية ملائمة ومتوافقة مع جمهورهم نجد ان هولاء لايمكن ان يتفقوا من اجل مصلحة مدينتهم لهذا نراهم ينظرون لخارج المحافظه ويرتكنون الى محور السيد الخنجر او السيد الحلبوسي من اجل دعمهم مالياً في الدرجة الاولى وهذا ان دل يدُل على ضعفهم وعدم وجمد ارداة حقيقية للتضحية بما جمعوا من اموال يسخر لخلق جمهور عقائدي يخدم مشاريعهم ويغدق على جمهورهم الحقوق التي سُلبت منهم
أن معضلة الزعامات الطارئة هي أنهم يسرقون التمثيل الشعبي كي يتنافسوا مع الاخرين للوصول الى سُلّم السلطة، وعندما يمسكون زمام الامور بأيديهم يتخلون عن التزاماتهم الوطنية تجاه المواطن لأنهم ليسوا أهلا لها، لكن أية أنتكاسة أو هزيمة يتعرضون لها فأنهم لايتوانون مطلقا عن التلاعب مجددا بالغرائز الطائفية والاثنية التي كانت وسيلتهم للصعود للسلطة. أنهم قادة اللحظة الآنية وليست اللحظة التاريخية، وبما أن العراق اليوم يمر بمرحلة تاريخية من أصعب المراحل التي سوف تحدد وجوده وهويته ومستقبله لزمن قادم، فأن التخلي عن كل رموز العملية السياسية بات فرض عين على كل عراقي شريف، يؤمن بأن الوطن بحاجة للنهوض بقادة تاريخيين وليسوا أقزاما يرقصون في الملعب الطائفي او العشائر او المناطقي.