#مؤسسة_رؤى_للدراسات
بدأ الأتراك، صباح اليوم (الأحد)، الإدلاء بأصواتهم في واحدة من أكثر الانتخابات أهمية في تاريخ تركيا الحديث الممتد على مدار مائة عام، التي ستقرر ما إذا كان الرئيس رجب طيب إردوغان سيواصل حكمه الذي بدأه قبل عقدين.
ووفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء، فإن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لن تقرر فقط من سيقود تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، التي يصل عدد سكانها إلى 85 مليون نسمة، وإنما أيضاً ستحدد كيفية حكمها، والاتجاه الذي سيمضي إليه الاقتصاد وسط أزمة محتدمة لغلاء المعيشة.
تظهر استطلاعات الرأي تقدماً بفارق ضئيل لكمال كليتشدار أوغلو، المنافس الرئيسي لأردوغان. ويقود كليتشدار أوغلو تحالفاً من 6 أحزاب معارضة.
وإذا ما لم يتمكن أي منهما من الحصول على تأييد أكثر من 50 بالمائة من الأصوات من الجولة الأولى، فإن جولة إعادة ستجري في 28 مايو (أيار).
وفي الانتخابات يحق لـ60 مليوناً و697 ألفاً و843 ناخباً الإدلاء بأصواتهم، منهم 4 ملايين و 904 آلاف و672 ناخباً سيكون من حقهم التصويت لأول مرة. وعلى 600 مقعد برلماني يخوض 24 حزباً سياسياً و151 مرشحاً مستقلاً السباق الانتخابي.
كما يختار الناخبون أعضاء البرلمان الجديد، ومن المرجح أن يكون السباق متقارباً بين «تحالف الشعب»، الذي يتألف من حزب العدالة والتنمية المحافظ ذي التوجهات الإسلامية بزعامة إردوغان وحزب الحركة القومية القومي وغيرهما، وبين «تحالف الأمة» بقيادة كليتشدار أوغلو المؤلف من 6 أحزاب معارضة، من بينها حزبه الشعب الجمهوري العلماني الذي أسسه مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك.
وتجري الانتخابات بعد 3 أشهر من زلازل مدمرة ضربت جنوب شرق البلاد وأودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص. وقد عبر كثيرون في الأقاليم المتضررة عن غضبهم من البطء الذي اتسم به تعامل الحكومة مع الكارثة في بدايتها، إلا أنه لا يوجد دليل يذكر على أن الكارثة أثرت على اتجاهات تصويت الناخبين.
وفتحت صناديق الاقتراع الساعة الثامنة صباحاً (05.00 بتوقيت غرينتش) على أن تغلق في الخامسة مساء (14.00 بتوقيت غرينتش). وبموجب قانون الانتخابات التركي، يحظر نشر أي نتائج حتى التاسعة مساء. ومن المتوقع أن تتوافر بحلول ساعة متأخرة من مساء اليوم مؤشرات واضحة حول ما إذا كانت ستجري جولة إعادة للانتخابات الرئاسية.
وسيكون للناخبين الأكراد الذين يمثلون ما يتراوح بين 15 و20 بالمئة من إجمالي الناخبين، دور محوري في هذه الانتخابات، ومن المستبعد أن يحصل «تحالف الأمة» منفرداً على أغلبية برلمانية. وحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد ليس جزءاً من تحالف المعارضة الرئيسي، لكنه يناصب إردوغان معارضة شديدة على خلفية حملة القمع التي استهدفت أعضاءه في السنوات الماضية. وأعلن حزب الشعوب دعمه لكليتشدار أوغلو في السباق الرئاسي. ويخوض الحزب الانتخابات البرلمانية تحت اسم حزب اليسار الأخضر للتحايل على دعوى قضائية تهدف لحظره لاتهامه بأنه على صلة بالمسلحين الأكراد، وهو ما ينفيه الحزب.