#مهند_شوقي
ست سنوات مرت ومازال التأريخ وقعا يعاود حضوره كل عام ابتداءا من ال 25 من ديسمبر عام 2017 عودة للتذكير وللثبوت بل لأثبات حالة كانت ضرورة للخلاص ! حيث أنطلقت جماهير اقليم كوردستان لتعبر عن رأيها بعد دعوة تحملها وبكل جرأة الرئيس مسعود بارزاني ليتلقفها شعبه بواقع زادت نسبة المشاركة فيه عن ال (93٪ ) ولعل ماميز تلك الدعوة مشاركة معظم الاحزاب الكوردستانية و قياداتها من دون أستثناء لتشكل تلك اللحظة ولأول مرة في تأريخ الكورد انعطافة عبرت عن رأي شعب بأكمله ولتبرز دور الرئيس مسعود بارزاني في قيادته الجماهيرية التي تعدت المفهوم الحزبوي وان كان ممثلا عن الديمقراطي الكوردستاني بشخص الرئيس الى زعامة نادت بحقوق شعب أمتثلت لها الجماهير طواعية وتسابقت لتضع ورقة الاستفتاء معبرة عن رأيها وموافقة بكل صدق لدعوة الرئيس البارزاني في ظروف هي الاحنك والأشد والاكثر جرئة تزامنت مع ماشهدته المنطقة ككل من ربيع عربي كان في حد ذاته يمثل صرخة شعوب بوجه حكامها وليكون الاستفتاء النقيض الامثل نحو ربيع كوردي صب آماله وتماسكت احلامه لحقيقة صارت واقع مفروض وحقيقة لا تقبل النقاش .
تلك الحقيقة الأصدق بكل تفاصيلها وعند صناديق الاقتراع ثبتت الرؤيا ليتحول الاستفتاء الى عرس جماهيري كل ما فيه صدقا كان أكبر من كبير فهو نتاج لتأريخ من النضال مكملا لمسيرة ثورات إقليم كوردستان من أيلول لگولان للأنفال وحلبچة وشهداء البارزانيين ونقرة السلمان .
الاستفتاء حقيقة وليست حلم .
عندما نمر على تأريخ الكورد منذ أن تشكلت الدولة العراقية عام 1920 نجد ان واقع المظلومية الاكبر تحملها الكورد بعد أن خططت اتفاقية سيڤر ولوزان وماتلاها حدود الدولة العراقية من دون إنصاف لحقوق الشعب الكوردي الذي دفع ثمن تلك المخططات الدولية المفروضة من خارج الحدود والداعمة لسلطات العراق لضرب حقوقهم من الملكية الى الجمهورية الى البعث الى واقع الديمقراطية الجديد ! أمور تجزم أن دوافع الاستفتاء كانت أسبابا متراكمة أعطت الكورد حقهم في التعبير متحملين لاحقا توابع الاستفتاء بكل حزم وصمود .
الاستفتاء نقطة تحول في تأريخ الكورد …
على الرغم من الحقب التي مرت على الكورد وتأريخ نضالهم الطويل والذي كأنما كتب على أجيالهم منذ الولادة بحثا عن الحقوق وعلى الرغم من عشرات الثورات التي شاهدتها مدن إقليم كوردستان الا ان الاستفتاء بحد ذاته شكل نقطة تحول أظهرت للعالم رأي الكورد في اختيار مصيرهم وهي المرة الاولى والحدث الاهم بشهادة العالم الذي كان يتابع تلك الصور عبر وسائل الإعلام العربية والدولية التي نقلت ذلك الحدث الاهم بتأريخ الكورد على حد لسان الوكالات الدولية حينها…. سبق الاستفتاء دور قوات البيشمركة الذي لفت انظار قيادات الدول العظمى والتي اشادت بتلك القوات التي حررت أجزاء كبيرة من العراق وحمت حدود إقليم كوردستان ووقفت ببسالة امام إرهاب داعش وكبدته خسائر كبيرة نقاط عديدة جعلت من الكورد وقيادته الممثلة بالرئيس مسعود بارزاني الداعي للسلام واحترام حقوق الأمم وحماية حدود اراضيه عبر قوات البيشمركة محط اعجاب وتقدير لكل العالم .
أسباب الاستفتاء ونتائجه حقيقة لا تقبل النقاش .
بعد ست سنوات مرت نعاود السؤال ترى لماذا أتجه الكورد للاستفتاء وهل أن الديمقراطية في العراق الحديث الذي دخل إليه الكورد طواعية لم ينصفهم الحقوق ! منذ أن تشكل العراق الفيدرالي الديمقراطي الحديث بعد عام 2004 والكورد يمثلون كفة التوازن المهيئة والداعمة للسلطات العراقية تباعا المختلفة دائما ! والمتفقة لاحقا بدعوى البارزاني لانهاء الازمات إذ ولطالما كان الخلاف على التشكيل الحكومي في العراق الحديث يشوبه الخلاف بين الكتل والاحزاب السياسية العراقية ولطالما كان مصيف بيرمام الملاذ الامن منذ زمن المعارضة لنظام الدكتاتورية الى زمن التقاسمات التوافقية لاحقا ! الا ان شيء ما كان يركز على ابعاد الكورد وعدم انصافهم الحقوق على الرغم من كل ماذكر ومن المواقف التي شكلت عند الكورد مفهوم الاستفتاء كخلاص جاء بعد أن همش دورهم في العراق الجديد وسلبت حقوق شعبهم ومازلنا حتى الان نتحدث عن رواتب الموظفين وماسبقها من عدم تطبيق لبنود الدستور لاكثر من خمسين مادة حتى اللحظة مازالت حبر على ورق ! جميع تلك الظروف كانت مهيئة بأن تجعل من الاستفتاء حقيقة لحقوق شعب مازال يبحث عنها لشراكة تبحث عن توافق وتوازن حقيقي ينصف الجميع