#مؤسسة_رؤى_للدراسات_والأبحاث
منذ لحظاتنا الأولى، يمكن لممارسات التركيز الذهني أن تتحول إلى عادات مبكرة تساعد في تعزيز السعادة والحد من القلق، إذ إن العادات التي تتشكل في وقت مبكر من الحياة، هي التي تُحدد السلوكيات في مرحلة البلوغ.
فاليقظة الذهنية مهارة يحتاجها الطفل ليُصبح أكثر تركيزا على الواقع، وأكثر وعيا بجسمه وبيئته ومشاعره في كل أحواله، وفقا لما ذكرته كوريل كانوي في كتابها “دليل الوالدين لكل ما يتعلق بالذكاء العاطفي عند الأطفال”.
واليقظة هي صفة فطرية يمتلكها الإنسان، وليست شيئا يجب اصطناعه، لكننا مُطالبون بالعثور عليها وتنميتها، “للتعود على التركيز الذهني فيما نفعله، وما يحدث من حولنا، بدلا من الانفصال عن الواقع”.
أما اليقظة الذهنية للطفل فهي “تُعزز قدرته على أن يكون حاضرا، ومدركا لمكان وجوده وما يقوم به، وليس منغمسا في الرد على ما يحدث حوله، وتُكسبه التركيز على الحاضر، وضبط المشاعر والأفكار”. فكلما ازدادت البصيرة لدى أطفالنا في تجربتهم الداخلية، “زادت قدرتهم على تحديد الخيارات المناسبة”، كما تقول المُعالجة النفسية ومدربة التمكين الذهني شوندا موراليس.
ورغم أن “التأمل” قد يساعد على تطوير اليقظة، فإن ممارسته ليست أساسية للطفل، “فيمكن للطفل أن يكون يقظا ذهنيا أثناء المشي أو تناول الطعام، أو حتى أثناء إجراء محادثة”، كما تقول كانوي.
وفقا للدكتور كريستوفر ويلارد، الطبيب النفسي ومؤلف عشرات الكتب في هذا المجال، “عندما نُعلّم الأطفال التركيز الذهني، فإننا نمنحهم الأدوات التي يحتاجونها لبناء الثقة، وتطوير نظرة إيجابية للتعامل مع التوتر، ومواجهة المواقف الصعبة، وكلما فعلنا ذلك مبكرا، زادت الفرصة لمساعدتهم على صقل يقظتهم الذهنية أثناء نضوجهم”.
ويوضح ويلارد أن تعليم اليقظة للأطفال قد يساعد في إكسابهم 3 مهارات أساسية لحل المشكلات، وبناء علاقات اجتماعية إيجابية، وهي:
الانتباه وتذكر المعلومات.
القدرة على التنقل بين المهام.
التصرف بشكل مناسب مع الآخرين.
بالإضافة إلى أن اليقظة الذهنية تجعل الطفل أكثر هدوءا، إذ تشير إحدى الدراسات إلى أن الأطفال أقل من 3 سنوات “يُصبحون أفضل في تنظيم عواطفهم وسلوكياتهم، وأن الأطفال الذين شاركوا في الدراسة ممن كانوا أسوأ في التنظيم الذاتي، أظهروا تحسنا أكثر من غير المشاركين”.