#مؤسسة_رؤى_للدراسات
للصمت الاختياري عدة مسميات، منها “الخرس الانتقائي” أو “الصمت السلبي” أو حتى “التباكم”، وهو ظاهرة مرضية يختارها الطفل حلا للهروب من بعض المشكلات النفسية والاجتماعية. فيلتزم الصمت والخجل الكلامي لدرجة الامتناع عن الكلام مع الآخرين في أماكن معينة وفي مواقف محددة مع أشخاص معينين، إلاّ أنه في مواقف أخرى يتحدث أحيانا وبطلاقة وبشكل عادي مثل المنزل.
وهذا الاضطراب النفسي ينتاب الطفل في المواقف الاجتماعية خاصة في المدرسة، ومعظم الأطفال يعانون من “الرهاب الاجتماعي” ومن القلق الشديد. وهذا ما يميز “الصمت الاختياري” عن الأطفال ذوي التوحد الذين يلازمهم الاضطراب في جميع المواقف ومدى حياتهم.
مخاوف وقلق اجتماعي
خبيرة النطق واللغة وتعديل السلوك لأطفال التوحد والمرشدة التربوية مريم رسلان تذكر أن الأطفال المصابين بهذا الاضطراب عادة ما يكون لديهم مخاوف أخرى وقلق اجتماعي، كما أنهم قد يكونون مصابين بصعوبات في النطق واللغة، غالبا ما تبدأ قبل أن يبلغ الطفل الخامسة من العمر، ولكن قد لا يلتفت الأهل للمشكلة حتى يدخل المدرسة، وذلك لزيادة التفاعل الاجتماعي والمهام الوظيفية.
فالصمت في هذه الحالة يعد اختيارا من الطفل، وعندما يتجاوز صمته مدة أكثر من شهر داخل الصف الدراسي بعد مشاركته في بعض الأنشطة المدرسية والاجتماعية مع أقرانه، ولا نجد أي استجابة كلامية، فهنا يجب التدخل الفوري من قبل فريق عمل يضم معلم الصف والاختصاصي النفسي والاجتماعي وبمشاركة الأهل.
وهناك عدة أسباب قد تؤدي للصمت الاختياري عند الأطفال منها:
العوامل الوراثية التي اكتسبها من والديه.
قلقه الشديد من المشكلات الأسرية كانفصاله عن والديه أو وفاة أحدهما، أو تعرضه في السنوات الأولى لصدمة نفسية نتيجة لتوبيخه باستمرار والاستهزاء به.
ضغط الأهل عليه بعدم التحدث أثناء كلامهم أو أمام الآخرين.
كل الأسباب السابقة تؤثر على مستقبل الطفل وصحته، وإذا استمرت الحالة بعد سن العاشرة دون علاج فقد تصبح مزمنة.
وبحسب رسلان، هناك أعراض تدل على وجود هذه الحالة منها:
تدني المستوى التحصيلي والاجتماعي.
الشعور بالقلق الشديد عند الذهاب للمدرسة.
ظهور صفات مزاجية سلوكية منها الكبت، والحركة الجامدة، وصعوبة التواصل البصري مع الآخرين، ونوبات الغضب، وحالات العصبية والتوتر، والخوف من الإحراج أمام المجموعة.
الخجل المفرط.