#مؤسسة_رؤى_للدراسات
تراجعت الليرة التركية خلال تعاملات أمس (الاثنين) إلى مستوى منخفض قياسي جديد أمام الدولار، لتسجل 18.85 ليرة للدولار الواحد، إذ تتعرض لضغوط قوية بسبب قوة العملة الأميركية والمخاطر الجيوسياسية، فضلاً عن التداعيات المحتملة للزلزال الذي شهدته البلاد أمس.
وتترقب الأسواق في تركيا تبعات الزلزال الذي ضرب وسط البلاد وشمال غربي سوريا أمس وبلغت قوته 7.8 درجة وتسبب في مقتل أكثر من 1000 شخص وإصابة مئات مع انهيار بنايات في أنحاء المنطقة.
زادت الضغوط على الليرة جراء مخاوف من تبعات الزلزال مع وجود مؤشرات على أن الولايات المتحدة ستدفع صوب انتهاج سياسات أكثر صرامة فيما يتعلق بتنفيذ العقوبات بعد أن حذرت واشنطن أنقرة من تصدير الكيماويات والرقائق ومنتجات أخرى لروسيا قد تستخدمها موسكو في حربها في أوكرانيا.
وبحلول الساعة 07:00 بتوقيت غرينيتش عوّضت الليرة خسائرها وعادت للتداول عند مستوى مستقر. وكانت المرة السابقة التي وصلت فيها الليرة التركية لانخفاض قياسي في 26 ديسمبر (كانون الأول)، عندما هوت إلى 18.844 أمام الدولار. وقد فقدت العملة نحو 1 في المائة من قيمتها منذ بداية العام.
في الأثناء، أوقفت بورصة إسطنبول للأوراق المالية التركية تداول أسهم 8 شركات حتى تصدر بيانات بشأن تأثيرات الزلزال، الذي ضرب جنوب تركيا أمس، على أنشطتها. كما أوقفت تركيا تدفقات النفط الخام إلى محطة «جيهان» للتصدير، الواقعة على ساحل البحر المتوسط، كإجراء احترازي في أعقاب وقوع الزلزال. وأفادت «بلومبرغ» بأن شركة «بوتاش» الحكومية التركية، التي تتولى إدارة وتشغيل خطوط أنابيب النفط الخاصة بالبلاد، اتخذت هذا القرار صباح أمس، بعد وقوع واحد من أقوى الزلازل في منطقة الشرق الأوسط منذ أعوام.
وتمر خطوط أنابيب النفط التي تربط تركيا بالمنتجين في العراق وأذربيجان عبر المناطق التي ضربها الزلزال. كما تضم المنطقة محطة جيهان الرئيسية للطاقة في تركيا.
من جانبها، قالت وكالة تريبيكا للشحن إن العمليات في ميناء النفط التركي في جيهان توقفت على الفور، مضيفة أن اجتماعاً طارئاً سيعقد بشأن الأمر. وقالت شركة بوتاش التركية لتشغيل خطوط الأنابيب إنه لم تلحق أضرار بخطوط الأنابيب الرئيسية.
وفي إشعار، قالت «تريبيكا» إن الموانئ في جنوب شرقي تركيا تأثرت بالزلزال، وتم الإبلاغ عن تأخيرات في العمليات.
وسارعت مسؤولة من الشركة الروسية التي تبني محطة آق قويو النووية التركية، قيد الإنشاء، بالقول إن المحطة لم تتضرر جراء الزلزال القوي الذي هز وسط تركيا وشمال غربي سوريا. وأضافت أناستاسيا زوتيفا، المسؤولة في شركة روساتوم الروسية الحكومية للطاقة النووية: «شعرنا بزلزال بقوة 3 درجات هنا… لكن المتخصصين لدينا لم يكشفوا عن أي أضرار في هياكل البناء والرافعات والمعدات».
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنها قولها: «مع ذلك، فإننا ننفذ إجراءات تشخيصية مكثفة للتأكد من أن أعمال البناء والتركيب يمكن أن تستمر بأمان».
في غضون ذلك، أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق تعليق صادرات النفط عبر تركيا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة وألحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية التركية.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الثروات الطبيعية: «بسبب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا ومن أجل ضمان سلامة الصادرات النفطية ومنع أي أحداث غير مرغوب فيها، تم تعليق صادرات النفط من خط أنابيب حكومة إقليم كردستان وتركيا».
ويصدّر إقليم كردستان، الذي يتمتع بحكم ذاتي، نحو 450 ألف برميل يومياً عبر تركيا، وهي صادرات غير قانونية بنظر السلطات الاتحادية العراقية. وتطالب بغداد بحصر جميع صادرات النفط وإدارة الموارد بها.
وأصدرت المحكمة الاتحادية في بغداد قراراً يمنع إرسال أي مبالغ من الميزانية المخصصة لإقليم كردستان لعدم التزام سلطاته تسليم النفط إلى الحكومة.
وكتب مسؤول التواصل مع الإعلام الأجنبي في إقليم كردستان، لاوك غافوري، على «تويتر»، أن «حكومة إقليم كردستان تؤكد وقف تصدير النفط عبر (ميناء) جيهان بسبب الزلزال الذي ضرب عدة مناطق من البلاد». وأضاف أن «الصادرات ستستأنف بعد فحص دقيق لخط الأنابيب».
وأفادت وزارة النفط والثروة المعدنية السورية بتوقف مصفاة بانياس عن العمل بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة.