#مؤسسة_رؤى_للدراسات
أشارت الأبحاث إلى أن النوم الجيد قد يكون ذا أهمية أكثر لحياة صحية وسعيدة بدلاً من سبع إلى تسع ساعات من النوم الموصى به، فقد وجد العلماء أن أولئك الذين أبلغوا عن الحصول على نوم جيد، وهو ما يعرف بالقدرة على النوم بسرعة (في غضون 15 دقيقة) والبقاء نائماً دون الاستيقاظ عدة مرات، أفادوا أيضاً بنوعية حياة أفضل مقارنة بأولئك الذين لا يحصلون على نوم جيد.
تم قياس جودة الحياة بواسطة خمسة معايير، وهي: الرضا عن الحياة والرفاهية والسعادة والصحة الذاتية وضغوط العمل.
ووفق الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية “بلوس وان” PLOS ONE، قال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها أظهرت أن مدة النوم ليست مهمة لنوعية حياة الفرد مثل النوم الجيد ليلاً.
وأكد العلماء أن النوم الأفضل يعني جودة حياة أفضل، في حين أن الوقت الذي ننام فيه ومدة النوم أمران مهمان، إلا أن الأفراد الذين يحصلون على نوم جيد يتمتعون بنوعية حياة أفضل، بغض النظر عن وقت ومدة النوم.
وتوصي مؤسسة النوم الوطنية [National Sleep Foundation] البالغين بالحصول على سبع ساعات على الأقل من النوم كل ليلة.
وكجزء من الدراسة، تابع الباحثون من جامعة تشارلز والأكاديمية التشيكية للعلوم أكثر من 4000 شخص في جمهورية التشيك على مدى ثلاث سنوات، حيث استجاب البالغون للدراسات الاستقصائية في 2018 و2019 و2020.
نظر الفريق أيضاً في “الاضطرابات الاجتماعية بسبب الرحلات الجوية الطويلة”، حيث لا تتوافق أنماط النوم الموجهة وإيقاعات النوم البيولوجية.
وهذه المتلازمة البسيطة هي نتيجة لجسم الإنسان الذي يتحرك بين منطقتين زمنيتين: إحداهما يمليها العمل والالتزامات الاجتماعية، والأخرى يمليها نظام التوقيت الداخلي، أو ما يعرف بالساعة البيولوجية.
ويمكن أن يحدث أيضاً عندما يذهب الناس إلى الفراش في وقت متأخر ويستيقظون في وقت متأخر في عطلة نهاية الأسبوع على عكس أيام الأسبوع.
ووجد الفريق أن جودة النوم كانت مرتبطة بالصحة والسعادة، في حين أن وطأة العمل كانت مرتبطة باضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
لكن الباحثين قالوا: “تشير الدراسة، باستثناء الحالات الشاذة، إلى أن مدة النوم إلى جانب الاختلافات في عادات النوم في أيام العمل والعطل ليست مهمة لنوعية الحياة كالنوم جيداً ليلاً”. وأضافوا: “من خلال متابعة 4253 شخصاً لمدة ثلاث سنوات، وجدنا أن أولئك الذين تحسن نومهم لديهم أيضاً نوعية حياة جيدة”.
وتعليقاً على الدراسة، قال البروفيسور نيل والش، من جامعة ليفربول جون مورس، إن النتائج “تشير إلى وجود علاقة قوية بين نوعية النوم المبلغ عنها ذاتياً وجودة الحياة”.
وقال البروفيسور والش، الذي ألف أخيراً تقريراً بحثياً عن نوعية النوم والعدوى، لوكالة “برس أسوسييشن” (PA)، “تشير مجموعة متزايدة من الدراسات العلمية إلى أهمية نوعية النوم الجيدة للصحة، وأن نهجاً واحداً يناسب جميع ساعات النوم من سبع إلى ثماني ساعات كل ليلة للبالغين ليس بالضرورة للجميع، وحاجات النوم الفردية مهمة أيضاً”، مضيفاً، “الدراسات مطلوبة لمعالجة القيود التي تشير إلى أن هذه النتائج مرتبطة، فإنه ليس من الواضح ما إذا كان النوم السيء يقلل من نوعية الحياة أو ما إذا كانت نوعية الحياة المنخفضة تؤدي إلى سوء نوعية النوم”.
وأكد البروفيسور والش أن “هناك حاجة إلى دراسات على عدد أكبر من السكان، في إطار زمني أطول وبشكل مثالي مع مقاييس أكثر موضوعية للنوم ونتائج الصحة السريرية”.
وأردف قائلاً، “التدابير في هذه الدراسة تم الإبلاغ عنها ذاتياً. مع ذلك، فإن هذه النتائج الجديدة تدعم التوصية بأن تحسين نوعية النوم قد يكون له آثار مفيدة على نتائج الصحة السريرية”.