أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن الدولة العراقية هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الكبيرة التي يجب أن تكون انطلاقاً من مصلحة الشعب، مشدداً على ضرورة الاحترام المتبادل مع دول الجوار، بما يحفظ سيادة العراق، فيما حذّر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين من اندلاع حرب في المنطقة على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشدداً على ضرورة إبعاد العراق عن شرارة تلك الحرب.
يأتي ذلك بعد يوم واحد فقط من إصدار السلطات العراقية توجيهات للقيادات العسكرية في البلاد، باتخاذ إجراءات أمنية دفاعية مشددة، استعداداً لما يشبه “الحرب المحتملة في المنطقة”، مؤكدة الانتشار العسكري “أرضاً وجواً” وتفعيل الجهد الاستخباري والحفاظ على أمن السجون.
وانطلقت، في العاصمة العراقية بغداد فعاليات مؤتمر السفراء السابع تحت عنوان “الدبلوماسيَّة العراقية: علاقات دولية متوازنة وتنمية اقتصادية مستدامة”، بحضور 85 من سفراء ورؤساء بعثات جمهورية العراق في العالم، ومن المقرر أن يطرح المؤتمر اشتغالات وزارة الخارجية العراقية في استجابتها ضمن البرنامج الحكومي.
وقال رئيس الوزراء العراقي في كلمته بالمؤتمر إن “استقلال قرارنا الوطني يقع في طليعة المبادئ التي نتحدث عنها، وإن الدولة هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الكبيرة وفقاً للدستور وانطلاقاً من المصلحة العليا للعراقيين التي يجب أن تكون حاضرة أمامنا في كل خطوة، وفي كل حدث”، مؤكداً أن “هذه الصور والمواقف والمفاهيم المبدئية المبنية على إدراك المصلحة والحقوق المشروعة سوية هي في صلب خطاب الدبلوماسية العراقية”.
وأضاف أنه “عندما نؤكد قناعتنا عن حل الخلافات بالطرق الدبلوماسية، فإننا نعني خلافاتنا وخلافات المنطقة، ومن مصلحة العراق أن تنخرط دول الجوار في حوار مدعوم يفتح الباب تلو الآخر على تمتين روابط الشعوب، فتغدو الحلول السياسية ممكنة، وقريبة المنال”.
وأشار إلى أن “أي خلاف حدودي أو إجرائي مع الأشقاء والأصدقاء سيجد لدى العراقيين سعة ورحابة الصدر للنقاش وتبادل وجهات النظر، والنية والإرادة القوية للحل، ونحن ماضون في إيجاد حلول تناسب تاريخ العلاقات، والأواصر القوية بين الشعب العراقي وشعوب الجوار التاريخي، حلول تؤكد الاحترام المتبادل للسيادة تحفظ للعراق وحدة وسلامة أراضيه، وتنسجم بذات الوقت مع القانون الدولي، والقرارات الأممية”.
من جهته، قال وزير الخارجية العراقي، في كلمة افتتح بها المؤتمَر: “هناك مخاطر تنذر المنطقة بالحرب”، مؤكداً أن “مصلحة العراق وإبعاد البلد عن الحرب من أساسيات عمل الحكومة”. وأضاف أن “الحكومة ووزارة الخارجية مسؤولتان عن السياسة الخارجية للعراق”، مشيراً إلى أن “الحكومة وضعت تعزيز العلاقات مع دول الجوار من أولوياتها”.
وأكد أنه “من غير الانفتاح على المحيط العربي والإقليمي لا يمكن بناء ديمقراطية سليمة”، مبيناً أنه “تم فتح العديد من مكاتب القنصليات الأجنبية في المحافظات، وتوسيع الخدمات القنصلية في الداخل والخارج”.