مجموعة من القوات بمنطقة خط المواجهة في كريمينا بأوكرانيا في 6 يناير 2023
ستغيير حزمة الأسلحة الجديدة التي قدمتها الولايات المتحدة وحلفائها إلى كييف، من شكل الحرب في أوكرانيا، وتمكن القوات الأوكرانية تحقيق مكاسب ميدانية جديدة ونقل الصراع إلى داخل روسيا.
وأعلنت الولايات المتحدة، مساعدات عسكريّة كبيرة جديدة لأوكرانيا تُقدر بأكثر من 3 مليارات دولار، تشمل خصوصا 50 مدرعة من “طراز برادلي” وعشرات المدرعات الأخرى.
والشريحة الجديدة، وهي عبارة عن أسلحة بقيمة 2,85 مليار دولار من مخزون الجيش الأميركي و225 مليون دولار على شكل طلبيات من صناعة الدفاع، لا تشمل دبابات هجومية تُطالب كييف الغرب بتزويدها بها، لكنها ستُعزز قدرات الحركة لدى القوات الأوكرانية، وفقا لـ”فرانس برس”.
وقالت المسؤولة المكلفة شؤون روسيا في وزارة الدفاع الأميركية، لورا كوبر، إن هذه “أعلى شريحة من المساعدات العسكرية من حيث القيمة الإجمالية التي تعهّدنا بها حتى الآن”.
وتشمل خصوصا 50 مدرعة برادلي من نوع M2A2 مزوّدة بمدفع 25 ملم وقاذفة صواريخ مضادة للدبابات ويمكن أن تحمل ستّة مقاتلين، بالإضافة إلى الطاقم.
وهذه المركبات المدرعة قادرة أيضا على إطلاق صواريخ “جافلين” المضادّة للدبابات والتي استخدمها الأوكرانيون على نطاق واسع في بداية الصراع ضدّ روسيا.
وأشارت كوبر إلى أن مركبات “برادلي ستُعزز قدرة أوكرانيا على إجراء مناورات معقدة في كل الظروف الجوية تقريبا وعلى كل التضاريس، ولا سيما في جنوب البلاد وشرقها”.
قالت كوبر “نحن نفعل ما هو ضروري حتى تتمكن أوكرانيا من التقدم ومن استعادة أراض”.
وتشمل شريحة المساعدات الجديدة أيضا 100 ناقلة جند مصفّحة من طراز M113، و55 مدرعة مقاومة للألغام من طراز MRAP و18 مدفع هاوتزر، إضافة إلى قنابل مدفعيّة ومدافع هاون وصواريخ دفاع جوّي ومسدّسات.
وكانت واشنطن وبرلين أعلنتا، أنّهما سترسلان مركبات مدرّعة إلى كييف، تحديدا طراز “برادلي” من الجانب الأمريكي ونموذج “ماردر” من الجانب الألماني.
وقالت الحكومة الألمانية، إنها ستُرسل 40 مدرّعة من طراز ماردر إلى الجيش الأوكراني في الربع الأوّل من العام 2023 وتُقدم تدريبا لمدة ثمانية أسابيع على التعامل معها.
ودخلت مركبات ماردر الخدمة في سبعينات القرن المنصرم، وهي تُعتبر مدرعات خفيفة مخصّصة لنقل القوّات، وتُحمل خصوصا مدافع عيار 20 ملم، وفقا لـ”فرانس برس”.
من جهتها، قالت فرنسا، إنها ستُرسل عددا غير محدد من دبابات القتال الخفيفة AMX-10 RC.
ستعزز تلك الأسلحة من زخم كييف في ساحة المعركة وتدعم قدرات الجيش الأوكراني الدفاعية، بينما يتوقع عدد كبير من المراقبين هجوما روسيا واسعا بحلول الربيع، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وتشير حزمة الأسلحة الجديدة إلى أن الحلفاء الغربيين يستعدون لمواجهة عام دموي آخر مع دخول الحرب مرحلة جديدة، وفقا لتقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.
ويبدو أن الأسلحة الجديدة تمثل تغييرا في السياسة في واشنطن وباريس وبرلين، حيث تقدم دعما “أكثر فتكا” للمشاة الأوكرانيين، مما يشير إلى “قلق أقل” بشأن التصعيد الروسي والتطلع لتحقيق انتصارات أوكرانية أكثر حسما في عام 2023.
وقال محلل السياسة الخارجية الألماني، أولريش شبيك، إن القرار الثلاثي “يوضح الدعم الغربي لأوكرانيا وسط هجوم محتمل في الأشهر المقبلة، ويشير ذلك إلى موسكو بأننا لسنا على مسار مفاوضات السلام قريبا”، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.
وأعتبر أن القرار يعكس أيضا “تغيرا في درجة الحرارة” في العواصم الغربية الكبرى، و”انخفاض عامل الخوف، وهو شعور بأن “روسيا المتضائلة” أقل قدرة أو استعدادا للتصعيد.
جاءت حزمة الأسلحة الجديدة في أعقاب هجومين أوكرانيين ناجحين دفعان القوات الروسية من شمال شرق البلاد وجنوبها.
ويمكن لكل من “برادلي وماردر” حمل الجنود مما يجعلها حاسمة لأي نوع من العمليات الهجومية الأوكرانية المستقبلية ضد دفاعات روسيا على طول خط أمامي يمتد لأكثر من 600 ميل، حسب “نيويورك تايمز”.
وغالبا ما تعتمد القوات الأوكرانية على ناقلات الجند المدرعة لتحريك القوات بسرعة في المناورات الهجومية.
وستمكن المركبات القوات من التحرك بسرعة في جميع أنحاء ساحة المعركة مع حماية مدرعة كبيرة من مدفعية العدو ونيران الأسلحة الصغيرة، حسب “وول ستريت جورنال”.
ومن شبه المؤكد أن المركبات الجديدة، تهدف إلى قيادة أي محاولات مستقبلية لـ”إخراج الروس من أوكرانيا”، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.
وقال محللون عسكريون إن المركبات القتالية الجديدة يمكن أن تلعب دورا مهما في الهجمات الأوكرانية المستقبلية أو للدفاع ضد هجوم روسي، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
وقال المحلل العسكري في معهد أبحاث السياسة الخارجية، روب لي، “يخطط الأوكرانيون للقيام بمزيد من العمليات الهجومية ضد المواقع الروسية، لذا فإن الحصول على مركبات قتال مشاة أفضل للاقتراب من المواقع الدفاعية أمر مهم”.
وقال بن باري، وهو قائد دبابة بريطاني سابق يعمل الآن في المعهد الدولي للشؤون الاستراتيجية في لندن ، إن الأسلحة يمكن أن تكون حاسمة “إذا تم تسليمها بأعداد كافية”، مضيفا أن الجيش الروسي سيكون “قلق بشأنهم”.
ومع تقدم الحرب، وتحقيق القوات الأوكرانية مكاسب ميدانية قدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها أسلحة متطورة وقاتلة ، في كثير من الأحيان تلبية طلبات كييف “المعلقة” منذ فترة طويلة، حسب “وول ستريت جورنال”.
وقال مسؤولون أميركيون إن “نوع المركبات والمدفعية والأسلحة المقدمة”، يوضح ثقة الولايات المتحدة المتزايدة في قدرة أوكرانيا على التدريب على المركبات المتقدمة المعقدة وتشغيلها وصيانتها بشكل فعال.
على جانب آخر، قال مسؤولون أوكرانيون وبعض المسؤولين الأميركيين السابقين إن الحلفاء الغربيين كانوا بطيئين للغاية في توفير أسلحة متطورة لكييف.
وقال القائد العام السابق لقوات الجيش الأميركي في أوروبا، الجنرال المتقاعد، بن هودجز،”إنهم يستغرقون وقتا طويلا”، مضيفا أن الأوكرانيون أكثر قدرة بكثير مما ينسبه إليهم البعض”.
ورحب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بالدفعة الجديدة من المساعدات، والتي ترفع إجمالي قيمة المعونة العسكرية من الولايات المتحدة إلى 24,2 مليار دولار منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير 2022.
وقال زيلينسكي “للمرة الأولى سنتسلم مركبات برادلي مدرعة. هذا بالضبط ما نحتاجه، (إضافة إلى) بنادق جديدة وقذائف جديدة عالية الدقة”، وفقا لـ”فرانس برس”
٠
الأشخاص الذين تم الوصول إليهم
٠
التفاعلات
–
مجموع نقاط التوزيع
أعجبني
تعليق
مشاركة