#مؤسسة_رؤى_للدراسات
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراءات جديدة بخصوص القدرات الصاروخية للثالوث النووي، وذلك قبيل الذكرى الأولى لاندلاع الحرب في أوكرانيا. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه موسكو عن تحرك عملي صيني بشأن خطتها المقترحة للسلام.
وفي كلمة له بحفل “يوم المدافع عن الوطن” قال بوتين إن موسكو ستواصل إيلاء اهتمامها لتعزيز ما وصفه بثالوثها النووي، مؤكدا أن الصراع حاليا يدور على ما وصفها بالأراضي التاريخية لروسيا.
وأشار إلى أن العام الحالي سيشهد دخول أولى منصات منظومة “سارمات” الصاروخية الخدمة القتالية، مؤكدا أن موسكو ستواصل الإنتاج التسلسلي لصواريخ “كينجال” الفرط صوتية.
ولفت بوتين إلى أن العام الحالي سيشهد كذلك تسليم كميات كبيرة من صواريخ “تسيركون” الأسرع من الصوت التي تُطلق من البحر.
وجاءت تصريحات بوتين بعد يومين من إعلان روسيا تعليق مشاركتها في معاهدة “نيو ستارت”، وهي آخر اتفاقية متبقية مع واشنطن للحد من نشر الرؤوس الحربية النووية لكلا البلدين.
تعليق أميركي
في المقابل، أكدت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) سابرينا سينغ لصحفيين أمس الأربعاء أنه “لا شيء سيتغير في ما يتعلق بالالتزامات التي من المقرر أن نفي بها”. ووصفت قرار روسيا تجميد المعاهدة بأنه “مؤسف وغير مسؤول”.
وقالت سينغ إن الحكومة الأميركية تعتقد أن “القوة النووية المسؤولة تحتاج إلى مواصلة العمل مع الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم التي لديها هذه القدرات النووية”، وإن واشنطن تأخذ التزاماتها بموجب معاهدة نيو ستارت “على محمل الجد”.
فشل اختبار روسي
وفي السياق، نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن مسؤولين أميركيين أن روسيا أجرت اختبارا فاشلا لصاروخ عابر للقارات الاثنين الماضي، في اليوم نفسه الذي زار فيه الرئيس الأميركي جو بايدن أوكرانيا.
وأضافت “سي إن إن” -نقلا عن مصادرها- أن روسيا أبلغت مسبقا الولايات المتحدة بعملية إطلاق صاروخ “سارمات” الملقب بالشيطان والقادر على حمل رؤوس نووية، لكن الاختبار فشل.
وذكرت تلك المصادر أن الاختبار لم يشكل خطرا على الولايات المتحدة، وأن واشنطن لم تعتبره تصعيدا.
وأشارت إلى أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الرئيس الروسي كان سيتحدث عن اختبار الصاروخ الباليستي خلال خطابه أمس الأربعاء كما فعل في مناسبات سابقة.
ولم يصدر تعليق من موسكو على ما ذكره المسؤولون الأميركيون بشأن فشل إطلاق الصاروخ.
خطة السلام الصينية
في غضون ذلك، عرضت بكين في موسكو أمس رؤيتها “لتسوية سياسية” للنزاع في أوكرانيا، في ختام محادثات روسية صينية جرت مساء الأربعاء في العاصمة الروسية.
وقد أكد مسؤول السياسة الخارجية الصينية وانغ يي بعد لقائه الرئيس الروسي في موسكو الاستعداد للعب دور محايد وبنّاء بين روسيا وأوكرانيا.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن “الشركاء الصينيين أطلعونا على آرائهم حول الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، إضافة إلى مقارباتهم لتسويتها سياسيا”، لكنها أشارت إلى أنه “لم يدر حديث عن أي خطة سلام محددة”.
وكانت الصين وعدت بنشر اقتراحها بشأن “الحل السياسي” هذا الأسبوع بمناسبة الذكرى الأولى لبدء الحرب الروسية على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022.
وفي الشأن ذاته، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن عدم تطرق المسؤولين الأميركيين إلى الرغبة في التسوية السياسية دليل على نية واشنطن زيادة التصعيد. ورحبت باستعداد الصين للعب دور في تسوية الأزمة.
ترحيب أوكراني
في المقابل، قال مسؤول أوكراني رفيع المستوى أمس الأربعاء إن الحكومة الصينية لم تتشاور مع كييف في أثناء إعداد خطتها المقترحة للسلام في أوكرانيا.
وقال أولكسندر كورنينكو نائب رئيس البرلمان الأوكراني إن الرئيس فولوديمير زيلينسكي طرح خطة للسلام خلال لقاءات قمة الـ20.
وأكد كورنينكو ترحيب أوكرانيا بجهود إحلال السلام، لكنه اشترط خضوع المبادرات للشروط التي طرحها الرئيس الأوكراني.
بدوره، أعاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تأكيد ضرورة التوصل إلى سلام شامل في أوكرانيا بما يتماشى مع قيم وميثاق المنظمة الدولية.
وقال غوتيريش، خلال الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة مرور عام على حرب روسيا على أوكرانيا، إن الحرب تؤجج عدم الاستقرار الإقليمي والانقسامات العالمية وتصرف الانتباه والموارد عن الأزمات الأخرى والقضايا العالمية الملحة.
تهم بالتخطيط لغزو إقليم ترانسنيستريا
وفي تطور آخر، اتهمت موسكو كييف بالتخطيط لغزو إقليم ترانسنيستريا المنفصل عن مولدوفا بعد عملية وهمية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا خططت لشن الهجوم والزعم بأن القوات الروسية هي التي شنته من ترانسنيستريا ليكون ذريعة للغزو.
وفي سياق منفصل، نقلت وكالة أنباء تاس عن ميخائيل جالوزين نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن الغرب أصدر تعليماته لحكومة كيشيناو بوقف أي تفاعل مع إدارة ترانسنيستريا المدعومة من موسكو. وفي وقت سابق من هذا الشهر، اتهمت رئيسة مولدوفا مايا ساندو موسكو بالتخطيط لانقلاب للإطاحة بالحكومة وجر ترانسنيستريا إلى الحرب.
وانفصل الإقليم الذي يتحدث الروسية بشكل رئيسي عن مولدوفا السوفياتية آنذاك عام 1990. وبعد تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991، خاض الانفصاليون الموالون لروسيا حربا دموية ضد القوات الحكومية في مولدوفا.