#مؤسسة_رؤى_للدراسات_والأبحاث
#مستقبل_برؤية_مستدامة
يتجمع الكورد في اليمن ضمن قرية سميت تاريخياً على اسمهم قرية “بيت الكردي” والتابعة لمحافظة – المحويت – والتي تبعد 111 كم غرب العاصمة صنعاء. ومعظم أهالي هذه القرية الكردية قدموا إلى اليمن بدءاً من سنة 1800 ميلادية، وبرز منهم أحمد جميل باشا الديار بكرلي – وهو والد / أكرم وقدري جميل باشا / كان والياً على اليمن في أواخر القرن التاسع عشر. وما زال الأكراد اليمنيين في قرية – بيت الكردي يفتخرون بأصولهم الكردية إلى يومنا هذا..
لكن قبل ذلك قدم الأيوبيون كما أسماهم بعض المؤرخين – إلى اليمن في «شوال 569هـ / مايو 1174م»، بِقيادة الأخ الأكبر لصلاح الدين الأيوبي، شمس الدولة توران شاه بن أيوب، وبطلب من قاسم بن غانم بن وهاس، حاكم «المخلاف السليماني – جيزان»، المهزوم حينها من قبل عبدالنبي بن علي بن مهدي ، حيث قضى توران شاه في أقل من عام على جميع الدويلات اليمنية الـمُتصارعة.
ويشير الكاتب والصحفي اليمني عزام عبد السلام علي الكردي أن الكرد الأوائل الذين هاجروا الى اليمن سواء ضمن قوات القائد صلاح الدين الايوبي او ضمن القوات العثمانية ، وصلوا الى اليمن كأفراد وليسوا كجماعات الامر الذي أدى الى عدم نشوب تصادم مع الشعب اليمني الذي يعرف بأنه شعب مضياف ، ولا يميل الى نبذ الوافدين اليه.
وبأنهم ككرد يمنيين عاشوا أجواء هادئة ومارسو حقوقهم وزرعوا اراضيهم ، بعيداً عن السلطة والوظيفة العامة ،ومارسو اعمالهم الخاصة كالتجارة والزراعة، منذ انتهاء حكم الإماميين في ستينات القرن الماضي، وقيام الجمهورية اليمنية كدولة ديموقراطية.
فالثقافة اليمنية والموروث الأصيل ينبذون تماماً فكرة التنكر للأصل والهوية إلا من كان يعيش نوع من الأنحراف سواء أخلاقي أو فكري أو عقائدي، أو ممن دخلوا بلاد اليمن كغزاة او مستعمرين، ويعرف في اليمن ايضاً عن من يتنكرون لأصولهم ويغيرون هوياتهم وألقابهم أنهم من أصحاب القضايا الجنائية إما السرقة أو القتل أو من أهدرت القبيلة دمائهم بسبب الثأرات القبلية الداخلية. والكورد لم يدخلوا اليمن كغزاة او مستعمرين، بل دخلوا اليمن إبان حكم الدولة الأيوبية وبطلب من اليمنيين أنفسهم.
كما ان الايوبين بقيادة القائد صلاح الدين الأيوبي هم غنيون عن التعريف، وتاريخهم العريق يعرفه العالم، فكرد اليمن لديهم اليوم مخطوطة عمرها ما يقارب 600عام مكتوبة بخط اليد باللغة العربية تحكي عن نسبهم وتاريخ عائلاتهم وتحدد المناطق التي توزع فيها أجدادهم وابنائهم وبناتهم، كما أن الحضارة التي شيدها أجدادهم لاتزال باقيةً عصيةً على الاندثار، ولاتزال قبورهم ومراقدهم حتى وقت قريب مزارات للناس يتباركون بهم كأولياء صالحين.
ويُعرف عن الكرد قديماً وحديثاً وفائهم وصدقهم، وحرصهم الشديد على مناصرة الحق، فضلا الى ما يعرف عن الكرد بانهم يمتازون بالصلابة والجلادة ، لايقبلون الضيم ولايرضون بالمذله ويسترضون دمائهم في سبيل الحرية والكرامة..
وبحسب الصحفي عزام علي فإن خصلة الصدق والصراحة والوضوح، تربى وأعتاد عليها الكرد في أي مكان حلوا فيه، وفي أي زمان عاشوا فيه، بل انها صفة تكاد تكون موجودة في الحمض النووي لكل كردي في هذا العالم حتى لو كان يعيش في اقصى الأرض، فالكرد لايجيدون البراغماتية ولا يعرفون المكر والخداع ولا يعملون بسياسة التلون أو التقلب.
ومن خلال قراءة تاريخ الكرد لم تمارس سياسات ممنهجة ورسمية للتعريب في اليمن، الا في فترة قيام الدولة المتوكلية عام 1914م الى عام 1962م حيث عانى الكرد من المضايقات نتيجة عداء الدولة المتوكلية للدولة العثمانية، والتي بدورها صنفت الكرد كأعداء طبيعيين لدولتهم بسبب لغتهم الخاصة.
ولكن احتكاكهم واندماجهم مع المجتمع اليمني أدى الى تطبعهم بطبيعة المجتمع اليمني، مما يعني انهم أصبحوا جزء من المجتمع اليمني، أي تعرضوا للتعريب بشكل يختلف بأختلاف عوامل الجيوبوليتك بالمفهوم المعاصر.
واليوم أعدادهم تصل إلى الآلاف ويشكلون ثقلاً مجتمعياً وثقافة قائمة بحد ذاتها، لكن عدم تجمع الكورد اليمنيون في مناطق واحدة جعلهم لا يمثلون مناطق سلطة أو نفوذ، بعكس الكرد في العراق وسوريا فهم مالكي الارض والانسان وملاكها الأصليين منذ الأف السنين وأعدادهم بالملايين يتمتعون بالقدرات والمهارات العالية، ولديهم مناطق تمركز تمثل قوة ونفوذ، وجغرافيا متقاربة تتميز بالثروة وأرض خصبة وشعب مؤهل قادر على الانتاج بمعنى ان لديهم كل المؤهلات التي تجعل منهم دولة بالفعل.
مما جعل تلك الانظمة الشوفينية تنتهج سياسة التعريب والقمع والاقصاء والفصل العنصري. وعموما وبحسب عزام علي فإن الكورد في اليمن عاشوا فترة أجواء هادئة يمارسون حقوقهم بعيداً عن السلطة والوظيفة العامة ويمارسون أعمالهم الخاصة كالتجارة والزراعة، منذ انتهاء حكم الإماميين في ستينات القرن الماضي، وقيام الجمهورية اليمنية كدولة ديموقراطية. غير ان الامر اختلف مع سقوط العاصمة صنعاء اواخر العام 2014م بيد “الحوثية” الذين قدموا إلى اليمن واحتلوها قبل البعثة النبوية، منذ ما يقارب ١٦٠٠ عام، الا انهم ظهروا بحلة جديدة ، فبعد ان كانوا يسمون انفسهم” آل حميد الدين ) اصبح اسمهم “الحوثيين” نسبة لمنطقتهم الواقعة شمالي اليمن والتي تسمى “حوث” ، وبعد سقوط صنعاء بايديهم وتحديدا في 21سبتمبر من العام ٢٠١٤م ،أصبح الكورد يعانون من سياسة الإقصاء
وللقصة بقية….