#مؤسسة_رؤى_للدراسات
قد تنشأ المشكلات بين أفراد العائلة الواحدة لاختلافهم في وجهات النظر أو المعتقدات، وقد يكون إيجاد حل سلمي أمرا صعبا حين يتمسك كل بآرائه وأفكاره. وربما تصاعد الصراع إذا تسلل الغضب إلى النفوس، فترتفع الأصوات، ويصبح الاستماع إلى الآخر شبه مستحيل.
عندئذ، يجب على كل طرف “تنمية مهارات الاستماع” لديه، ليتمكن من سماع الطرف الآخر وفهم وجهة نظره، لإيجاد أرضية مشتركة أو حلول ناجعة للخلافات العائلية.
خطوات ضرورية لحل سلمي
يرى المستشار الأسري حسين الحلبي أن “تنمية مهارات الاستماع” هو من أهم الحلول الفعالة التي تؤدي إلى فض النزاع العائلي والسيطرة على الغضب، كونه يساعد على فهم الآخر بشكل أفضل.
ولتحقيق ذلك، ينصح الحلبي باتباع الخطوات التالية بغية التوصل إلى حل سلمي:
ضرورة الحفاظ على الاتصال البصري من دون مبالغة.
عدم مناقشة المشكلة عند الشعور بالضيق أو الانفعال، بل الانتظار حتى اليوم التالي، بحيث يمنح الشخص نفسه الفرصة للهدوء والتفكير حتى مع استمرار الشعور بالضيق.
المحافظة على الهدوء والكلام اللبق خلال مناقشة المشكلة، والحرص على عدم التلفظ بكلمات جارحة أو توجيه اتهامات، بل يُفترض إثبات الحب والاحترام للطرف الآخر رغم الخلاف معه.
عدم مقاطعة الأشخاص بعضهم أثناء الحديث، ومحاولة الإنصات إلى كلمات الشخص الآخر بتمعن وتركيز.
الاستماع بشكل واع
ويقول الحلبي إن النقاشات الشخصية فعالة في تقييم الموقف وفض النزاع بأفضل صورة ممكنة. لكنه، في المقابل، ينصح بعدم اللجوء إلى حل المشكلة أو الخلاف من خلال التواصل الإلكتروني، لأن الأخير “يحرمنا من التعبير بلغة الجسد، التي يمكن من خلالها نقل التعاطف مع الآخرين وتخفيف حدة الموقف”، وفق تعبيره.
لذلك يشدد المستشار الأسري على ضرورة الاستماع بشكل واع إلى ما يقوله الآخرون، ومحاولة فهم ما يقصدونه، مؤكدا أن “معظمنا لا يرغب في الحصول على نصيحة، بقدر ما يرغب في مستمع جيد حتى يمكنه التعبير على مشاعره”، معتبرا أنها الوسيلة المثلى التي يمكن من خلالها التخلص من الضغوط.
ويشير الحلبي إلى أهمية التأكد من وجهة نظر الأشخاص المتحدثين، من خلال طرح الأسئلة عليهم، وينصح بما يلي:
حافظ على نبرة صوت هادئة معتدلة لا غاضبة مرتفعة.
اشرح وجهة نظرك بهدوء وبشكل مرتب.
أظهر التعاطف تجاه الطرف الآخر.
حاول دائما أن تضع نفسك محل الآخرين.
استخدم العبارات التأكيدية المطمئنة، مثل “أنا أتفهم وجهة نظرك”.
احرص على تهدئة النقاش قدر الإمكان.
طرق تطوير مهارة الاستماع
وفقا لموقع “فانتاج سيركل” (vantagecircle) المتخصص في أساليب تطوير الذات، فإن تنمية مهارة الاستماع تُعد من أهم القرارات التي يتخذها الأشخاص لمحاولة فهم مواقف الآخرين بعناية ودقة، بعيدا عن إصدار الأحكام.
ويكشف الموقع أن 55% من الأشخاص يخصصون وقتهم فقط للاستماع، لكن يتساءل: هل يستمع هؤلاء بحماسة وجدية فعلا؟
مصطلح “تنمية مهارة الاستماع” صاغه عالما النفس “كارل رودجرز” و”ريتشارد فارسون” عام 1957، حين أكدا أن هذه المهارة هي الوسيلة الأهم في إحداث التغييرات لدى الناس.
وتوصل العالِمان قبل نحو 65 عاما إلى أهم الطرق التي تساعد في تطوير هذه المهارة، وهي:
تعمد السلوك الحسن والاستماع الفعال لتجنب سوء الفهم.
الانتباه وحسن الإنصات ومنح الطرف الآخر الذي يحدثك كامل تركيزك.
لغة الجسد تعبر هي الأخرى عن مدى حسن استماعك.
الجلوس وجها لوجه واستخدام طريقة مهذبة وعقلانية لتوضيح الرأي من دون هجوم.
الصدق والصراحة في الرد، مع اختيار الكلمات بعناية ومن دون تجريح.
عدم المقاطعة أو إطلاق الأحكام على الآخرين.