شهدت العاصمة العراقية بغداد، تظاهرات هي الأوسع من نوعها منذ سنوات، شارك فيها مئات الآلاف، في ثلاث نقاط تجمع مختلفة، وهي ساحة التحرير، واليرموك، والأعظمية، وذلك ضمن “جمعة طوفان الأقصى” التي دعت إليها شخصيات دينية وسياسية واجتماعية واسعة، للتعبير عن التضامن العربي مع أهالي غزة الذين يواجهون آلة العدوان الهمجية لقوات الاحتلال الإسرائيلية.
وتميزت التظاهرات التي شاركت فيها أطياف وشرائح مختلفة، قسم منها جاء من خارج بغداد، بإحراق الأعلام الإسرائيلية، تنديداً بجرائم الاحتلال في غزة، في وقت جرى رفع العلم الفلسطيني على مبانٍ مختلفة في بغداد.
وشهدت التظاهرات صلاة موحدة شارك فيها رجال دين من مختلف الطوائف، أصدروا فيها رسائل عدة تطالب الحكومات العربية والإسلامية بعدم أخذ موقف المتفرج إزاء ما يحدث في غزة.
وفي ساحة التحرير ببغداد، حيث احتشدت أعداد كبيرة من المتظاهرين الذين أحرقوا العلم الإسرائيلي، ورددوا شعارات تطالب بموقف موحد لنصرة أهالي غزة، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، العراقيين إلى جمع المساعدات من أجل إرسالها إلى قطاع غزة المحاصر.
وجاء ذلك في خطبة صلاة الجمعة، تلاها نيابةً عن الصدر رجل الدين مهند الموسوي وسط المتظاهرين في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد.
وقال الصدر مخاطباً الرئيس الأميركي جو بايدن، إن “زحفك نحو الشرق الأوسط سيُسبب لك ما لا تتوقعه من ردّة فعل، لا من الخانعين، بل من المجاهدين في فلسطين، ومن يؤازرهم، وكلُّ الشعوب العربية والإسلامية على أهبة الاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس، وإنها لتنتظر إشارة واحدة من ذوي الإيمان والصلاح والعلم الجهاد لا من الفاسدين والمهادنين”. ودعا الصدر أيضاً، المتظاهرين السلميين في العراق إلى تحضير “قافلة الطوفان” من الماء والطعام، وتجهيزها، قائلاً “عسى أن نستطيع إيصالها لأهلنا في غزة، بعد التنسيق مع سورية أو مصر، وإن لم نستطع، فتلك وصمة عار في جبين التاريخ الإسلامي والعربي”.