تعود منطقة مخمور، إلى واجهة الأحداث من جديد بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها خلال الأيام الماضية من انسحاب مسلحي “حزب العمال الكردستاني” المعارض لأنقرة من المنطقة بشكل مفاجئ، وترك مواقعهم التي كانوا يتحصنون فيها في جبال قره جوغ، المقابلة لمنطقة مخمور، جنوبي محافظة نينوى، المحاذية لإقليم كردستان العراق، شمالي البلاد.
انسحاب نحو 400 عنصر من مسلحي “الكردستاني” مع أسلحتهم وترك مواقعهم، بما فيها من خنادق وكهوف في جبال قره جوغ، باتجاه جبال قنديل على الحدود بين العراق وإيران، جاء بناء على تفاهمات بين الحكومة العراقية وقيادة الحزب خلال الفترة الماضية، حسب ما أفاد ضابط كبير في البشمركة.
وقال الضابط، الذي رفض الكشف عن هويته، إن الضغوط التركية المتواصلة على بغداد، حيال انتشار مسلحي “الكردستاني”، تمّت بناء على ورقة تركية شكّلت أساساً لأي تفاهم مع العراق في ملفات المياه والطاقة والتجارة.
وكشف أن بغداد طالبت عناصر “الكردستاني” بمغادرة محافظة نينوى، وشكّلت الخطوة الأولى الانسحاب من مخيم مخمور للنازحين وإنهاء أنشطتهم فيه، وكذلك إخلاء مواقعهم في جبال قره جوغ، بتنسيق مسبق مع الجيش العراقي الذي بدأ بتسلم تلك المواقع منهم.
وأوضح الضابط نفسه أن الضغط التركي بدا واضحاً خلال الأسبوع الذي سبق انسحاب المسلحين، من خلال تكثيف الضربات الجوية على مواقع الحزب في محيط مخيم مخمور، وهو ما عجل في قبوله الحزب التنسيق مع بغداد والانسحاب من تلك المواقع، مع بقاء عائلات المسلحين في مخيم مخمور للاجئين. وأكد الضابط أن غالبية مَن في المخيم هم من المؤمنين بأفكار الحزب وخيار العمل المسلح ضد أنقرة.
وأشار الضابط في البشمركة إلى أن مسلحي “الكردستاني” انسحبوا إلى مواقع أخرى منها جبال قنديل، شمالي أربيل، ومحافظة السليمانية، حيث ينشطون في الفترة الأخيرة، لكن النقطة الأكثر تعقيداً، مرتبطة بمدى إمكانية انسحابهم من سنجار، التي يعتبرها “الكردستاني” نقطة اتصال مهمة مع الحسكة السورية، التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وهو أمر لا يبدو أنه سيكون سهلا أو قابلا للتحقق على الأقل هذه الفترة. وتحدث عن أن “انشغال العالم بالحرب على غزة، لم يوقف الهجمات التركية داخل العراق وسورية على مواقع الحزب”.