#مؤسسة_رؤى_للدراسات
ذكرت صحيفة “تلغراف” (Telegraph) البريطانية أن القتلى يوميا في الحرب الأوكرانية -كنسبة مئوية من المقاتلين- أعلى مما كان عليه الأمر في معركة نهر السوم بفرنسا في عام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى.
وقال الكاتب روبرت كلارك مدير وحدة الدفاع والأمن في “مركز سيفيتاس للأبحاث” البريطاني في مقال له بالصحيفة إن روسيا فقدت منذ بداية الحرب في أوكرانيا فبراير/شباط 2023 ما يقارب مليون شاب، ويشمل هذا الرقم من قُتلوا في المعارك ومن هربوا من البلاد خوفا من التجنيد الإجباري.
وعلق كلارك بأن حجم الخسائر الروسية في ساحة المعركة لا يتماشى مع التوقعات العسكرية الغربية الحديثة، إذ يولي الغرب أهمية كبيرة للقتال القصير والحاسم، مع الحرص الشديد على تقليل الخسائر.
وفي المقابل، لا تزال الإستراتيجية العسكرية الروسية تحكمها إلى حد كبير عقائد الحقبة السوفياتية المتمثلة في شن هجمات على شكل موجات بشرية وحشد المشاة والمدفعية التي تطغى على دفاعات القوة المعادية.
تكتيكات قاسية
وأضاف كلارك أن هذه التكتيكات تطورت مؤخرا في باخموت لتصبح أداة أكثر قسوة، إذ تم إنشاء وحدات هجومية روسية جديدة للتغلب على الدفاعات الأوكرانية وبدأت هجماتها الجديدة.
وتوقع الكاتب أن تؤدي المعدات العسكرية الغربية “المتفوقة” التي ستنضم إلى القتال خلال الأسابيع والأشهر المقبلة إلى خسائر روسية أكبر.
وأشار إلى أن عدد القتلى والجرحى الروس بلغ خلال الهجمات المتجددة الأخيرة ما بين 800 وألف كل يوم، وفي بعض الأيام يرتفع العدد إلى أكثر من ألف، أي أكثر من 20 ألفا في الشهر.
وقال كلارك إنه ولوضع هذه الأرقام في سياقها الصحيح فإن هذه المعدلات اليومية تتجاوز حتى تلك التي تم تسجيلها في معارك نهر السوم الشرسة والشهيرة بفرنسا بين الفرنسيين والبريطانيين من جانب والألمان من جانب آخر خلال الحرب العالمية الأولى عام 1916.
وذكر أن روسيا حشدت ما يصل إلى 300 ألف مجند بحلول الخريف الماضي.
ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 700 ألف من الذكور الروس فروا من روسيا لتجنب التجنيد العام الماضي، وهذا يرفع الرقم إلى ما يقارب مليون شاب روسي فقدوا بسبب الحرب في أوكرانيا.