#مؤسسة_رؤى_للدراسات
#عن_مجلة_مادريس_أوي_الإسبانية
ليس من السهل أن تكون أبا أو تكوني أما، لأن الأمر يتطلب مسؤولية كبيرة تجاه الأطفال. ولذلك عليك إدراك أن كلماتك يمكن أن تحدد شخصياتهم بسهولة وتؤثر عليهم، سلبا أو إيجابا.
وكما توجد عبارات عليك تعليمها للطفل لينشأ على القيم النبيلة والسلوك الجيد مثل التعبير عن الامتنان أو طلب شيء ما بلطف أو التعبير عن الاحترام تجاه شخص آخر، يجب الانتباه إلى حماية الأطفال من الألم النفسي بقدر الحرص على تجنيبهم الألم الجسدي، ولن يتحقق ذلك سوى بتجنب العبارات المؤلمة التي قد نقولها لهم دون وعي في معظم الأحيان.
عبارات تؤذي أطفالك
استعرضت الكاتبة سوزانا جودوي، في تقرير نشرته مجلة “مادريس أوي” (madreshoy) الإسبانية، عددا من العبارات التي يجب حذفها من مفرداتك وعدم قولها لأطفالك، ومن أهمها:
“لقد أخبرتك”
هذا آخر شيء يريد أي شخص سماعه عندما يحدث خطأ ما، فربما كنت محقا في تحذير ابنك، لكن تقبّله بدلا من صدّه، وذلك سيجعله يشعر بمزيد من الانفتاح للتحدث إليك في المستقبل.
وبدلا من استخدام تلك العبارة التي تعبر عن الفشل المطلق، يمكنك استبدال ذلك بقول شيء من قبيل “أنا آسف لحدوث هذا، لكنك ستتعلم منه”.
“تعلم من أخيك”
أشارت الكاتبة إلى أن هذه العبارة سمعها معظمنا في وقت ما، وأولئك الذين ليس لديهم أشقاء كان عليهم سماع المقارنة مع أبناء عمومتهم أو أصدقائهم، وهو شيء يجعل المستمع حزينا بالتأكيد. لقد قيل دائما إن المقارنات بغيضة؛ حيث يمكن أن تولد بسببها خصومات، فضلا عن تقليل احترام الذات، لذلك حاول ألا تقارن طفلك بالآخرين من أجل إقناعه بفعل شيء ما.
“سوف أعاقبك”
هذه إحدى العبارات التي يمكننا قولها عندما لا تعمل الطرق الأخرى مع السلوك السيئ، لكنها تخرج من أفواهنا عندما نكون بالفعل متعبين أو غاضبين. تولد هذه العبارة مزيدا من الخوف لدى الأطفال، وتجعلهم يفعلون ما نريد في النهاية، ومن المؤكد أن هذا ليس ما تريده لحياتك العائلية.
ومن ناحية أخرى، فإننا إذا قلنا ذلك ولم نقم به فإن الأطفال يعتقدون أنه لا توجد عواقب حقيقية، لذا حاول أن تضع حلولا أكثر واقعية من خلال التعليم بالقدوة.
“لا تبكِ.. ليس الأمر بهذا السوء”
إذا كان الأمر سيئا للطفل فنحن لا نملك الحق في كبح مشاعره، ونعلم أن هناك أطفالا عاطفيين أكثر من غيرهم، لذلك يجب أن نمنحهم الفرصة ليظهروا أفكارهم، وعندما يحتاجون إلينا نخبرهم أننا سنكون هناك لدعمهم بالكامل. وهذه هي الطريقة الوحيدة التي نضمن بها أنهم لا يخفون مشاعرهم، لأنهم سيعتادون على إطلاق سراحها دون توبيخ من أحد.
عبارات أسمعها لطفلك يوميا
وفي تقرير نشرته مجلة “سانتي بلوس” (santeplusmag) الفرنسية، تلفت الكاتبة سارة أنه في الحياة اليومية عليك أن تضع في اعتبارك أن أطفالك لا يتأثرون بأفعالك فحسب، وإنما بكلماتك. ولهذا السبب، إليك بعض الجمل التي عليك قولها لأطفالك حتى تتطور ثقتهم بأنفسهم وتعزز على مر السنين:
“أنا أحبك “
من الخطأ الاعتقاد بأن طفلك لا يحتاج لتذكر أنك تحبه وأنه يعني لك الكثير. رضيعا، أخبره أنك تحبه واستمر في التعبير عن ذلك حتى يكبر ويفهم المعنى العميق لهذه العبارة. هكذا، سينمو وهو يعلم أنه ليس وحيدا في مواجهة العالم من حوله.
“أنا فخور بك”
ينبغي أن يكبر الأطفال وهم على قناعة بأن كل جهد يستحق الثناء والمكافأة، وأنه من خلال العمل الجاد من أجل إنجاز الأشياء نشق الطريق نحو النجاح، سواء في الحياة الشخصية أو المهنية.
عليك أن تعيد على مسامع طفلك هذه العبارة، لغرس قيمة المثابرة فيه التي تعد أساسية في الحياة. بمجرد أن يفهم أن الفشل ليس النهاية، وإنما بداية كل شيء، لن يسقط في مواجهة العقبة الأولى التي تعترض طريقه وسيعلم أن ما نتعلمه حين نفشل يفوق ما نقوم بتحصيله عندما ننجح.
“ساعدني رجاء”
من المهم أن يشعر الطفل بأنه يقدم الإضافة في البيئة التي ينشأ فيها، لذا اطلب المساعدة من طفلك الصغير حتى للقيام بمهام بسيطة، قم بإشراكه واعترف بجهوده. بفضل هذا الأمر، سينمو فيه شعور الإسهام في سعادة من يحب.
عبارات عليك تعليمها لأطفالك
وتؤكد الكاتبة فاليريا ساباتير، في تقرير نشرته مجلة “ميخور كون سالود” (mejorconsalud) الإسبانية، أهمية تعليم الأطفال القيم والمبادئ الأساسية من قبل الأهل، والتي قد ننساها أو لا نقدرها في بعض الأحيان، ومنها:
تعليم الأطفال عبارات التواصل
إن عبارات مثل “شكرًا لك” أو “صباح الخير” ليست مجرد مجاملة، بل هي وسيلة لجعل الأطفال يفكرون وينتقلون من التركيز الذاتي المعتاد للطفولة المبكرة إلى الاعتراف بالآخرين واحتياجاتهم.
تعليم الأطفال عبارات المجاملة
عندما يقول الطفل “من فضلك” عند طلب شيء من أحد زملائه في الفصل، قد يكتشف أن زميله قد ابتسم له لأنه كان لطيفا معه، كل هذا من شأنه أن يعزز الروابط القوية القائمة على العواطف الإيجابية.
ما أهمية التنشئة القائمة على الاحترام؟
يشير مصطلح “التنشئة القائمة على الاحترام” إلى مفهوم صاغه مؤلفون مثل وليام سيرز أو جون بولبي، يقوم على الحاجة إلى تعزيز التكيف الطبيعي للطفل مع محيطه وتعزيز تعاطفه. وتمثل التنشئة القائمة على الاحترام أساس التعلق الصحي بين الآباء والأطفال، المقصود به القرب المادي، والعناق، والمداعبات، والكلمات اللطيفة والتواصل المستمر. وهذا يعني أن التربية الصحيحة ترتكز على الدعم الإيجابي والتحلي بالصبر لدى تعليم الطفل.
وعندما يكتشف الطفل فوائد التصرف بلطف واحترام، سيدمج هذه الأفعال في سلوكه الاجتماعي بطريقة سلسة. وباعتبارنا مربّين، فإن أخذنا لهذا المعطى بالاعتبار ومحاولة نقل هذه القيم إلى أطفالنا سيصبح أشبه بإرث ثابت بين الأجيال.