#مؤسسة_رؤى_للدراسات
مع ارتفاع أسعار اللحوم في مصر، يلجأ كثير من أبناء البلد الذي يعيش أزمات اقتصادية إلى اللحوم المستوردة، سواء المذبوحة في أفريقيا من السودان وتشاد تحديدًا، أو تلك القادمة من البرازيل أو نيوزيلندا.
وقبل سنوات كان المصريون يتأففون من اللحوم المجمّدة، ويترفّع أصحاب الدخول المتوسطة عن شرائها، لتكون من نصيب محدودي الدخل، وكانوا يقبلون عليها على استحياء. لكن إثر تجاوز سعر الكيلوغرام من اللحم البلدي 300 جنيه (9.8 دولارات)، تركت الطبقة الوسطى مقاعدها لتجد مكانها أمام محال المجمّدات بعدما خرج الفقراء من فئة متناولي اللحوم من الأساس.
تحويل اللحوم المستوردة إلى بلدية!
ولما كان الطعم الشهي للحم البلدي (محلي المنشأ) يختلف عن طعم نظيره المستورد، حاول عدد من مقدمي فيديوهات الطبخ، على “يوتيوب”، تقديم حلول من بنات أفكارهم، بهدف تحسين جودة طعم اللحم المستورد، و”تحويله” إلى لحم بلدي!
وتتنوع طرق تحويل اللحم المستورد إلى اللحم البلدي باختلاف “الطبّاخ اليوتيوبي”، فبعضهم يقدم نصائحه عبر غسل اللحوم بالخل أو بيكربونات الصوديوم، أو نقعها 20 دقيقة حتى تتحول إلى اللون الأبيض، وذلك يعني أنها فقدت جزءا كبيرا من دمائها. وهذه الطريقة تسهم في إزالة الزنخ (الزفرة) من رائحة اللحوم التي تصبح في الواقع خالية من البروتين، كما يوضح أحد أساتذة التغذية في قناة “أكل وشرب” عبر يوتيوب.
ويشير إلى أن الفارق في المذاق بين اللحم المستورد والبلدي لا يعود إلى تجميد النوع الأول، بل إلى اختلاف نوع العلف من موطن إلى آخر.
وترى خبيرة الطعام المصرية مروة السجيني أنه ليس من الضروري أن يتحول اللحم المستورد إلى لحم بلدي كي نستمتع به كطعام شهي مقبول الثمن على مائدة رمضان، إذ يكفي فقط أن تجد ربة المنزل الوصفة الملائمة لاستخدام أنواع اللحوم المختلفة، مهما كان بلد منشئها.
وتوضح السجيني -في حديثها للجزيرة نت- أن أغلب الشعوب العربية تعتمد على اللحوم البلدية، لأن مصدرها المراعي الجيدة في البيئة الصحراوية. أما في مصر، فإن اللحوم المجمدة متوافرة في الأسواق منذ زمن طويل، وتعتمد معظم البيوت المصرية عليها في أنواع مختلفة من الوصفات.
وتقول إنها تفضل اللحوم السودانية على مثيلتها المستوردة من البرازيل، لاقتراب المرعى السوداني من المرعى المصري، “لذا، فإن مذاقها ليس غريبًا، ولا يتغير كثيرًا”، وفق تعبيرها.
وصفات لأنواع مختلفة من اللحوم
وعن الوصفات المفضلة لديها في إعداد أطباق اللحوم، تقول السجيني إن اللحم المفروم السوداني جيد جدا لتحضير وصفات اللحوم “المعصّجة” التي لا تخلو منها وليمة في رمضان.
“فهي لا تتطلب إضافة أنواع كثيرة من التوابل لتغيير طعمها، بل يكفي قطع البصل والفلفل الأسود والملح، لتحصل على أفضل حشوة للسمبوسة (السمبوسك) والجلاش والرقاق وصواني الباشميل”.
ومن مميزات اللحوم السودانية أن انكماشها في الحجم لا يقارن بالانكماش الذي يحدث للحوم البرازيلية التي تفضل السجيني منها لحم الضأن، مشيرة إلى أنه يشبه كثيرًا الضأن البلدي في مصر، مع نسبة قليلة من الدهون، ولذا فإنه مناسب جدا سواء في تقديمه مع الفتة المصرية أو مشويا في الفرن أو على الفحم.
وتوضح أن اللحم النيوزيلندي على عكس البرازيلي؛ لا يحتاج إلى توابل كثيرة لتحسين مذاقه، “إذ تكفيه تتبيلة اللحوم المعتادة في أي طريقة طهو، كما أنه لا يحتاج إلى صدمة النار الأولى التي يفضل أن يأخذها اللحم البرازيلي في حالة طهوه كطاجن بالبصل والطماطم”.
النضج السريع للحوم المستوردة
مروة السجيني خبيرة الطعام، وصاحبة الفيديوهات الشهيرة في إعداد الطعام بطرق القرن الـ19، تقول إن “استخدام الكبدة الإسكندراني أو شرائحها المتبّلة بالردة (نخالة القمح) والشاورما من اللحوم المستوردة لا يختلفان تمامًا عن مثيلاتها من اللحوم البلدية”. وترى أن إضافة الليمون والخل والتوابل إلى تلك الأصناف توحّد نكهتها مهما اختلف نوع اللحم، “لكن بالطبع ربما يختلف وقت النضج، ويزيد قليلًا في حالة اللحم المجمّد”.
إضافة الليمون والخل والتوابل إلى أصناف اللحوم توحّد نكهتها مهما اختلف نوع اللحم (بيكسابي)
وتضيف “إذا كان اللحم المسلوق من الأنواع المجمّدة يُفضَّل أن يوضع بدايةً في ماء مغلي 10 دقائق، يلي ذلك تغيير الماء بماء مغلي آخر وإضافة التوابل والبصل إلى المرق”.
وتشرح أنه لتسريع الطهو، “توضع ملعقة سكر كبيرة، وقطعتان من نواة البلح لضمان سرعة الطهو، وذلك ليس في سلق اللحم فقط ولكن في كل طرق الطهو المختلفة”