#مؤسسة_رؤى_للدراسات
في عالم سريع التغير ومستقبل يكتنفه الغموض يصبح توجيه الابن نحو بناء تصوره لمهنة المستقبل واتخاذه القرار الصائب عبئا ثقيلا عليه وعلى الأهل، ولكنه ليس مستحيلا.
ويلعب الحوار العقلاني والهادئ بين الطرفين بشأن الموضوع دورا بناء في تجاوز هذه العقبة إلى بر الأمان، خصوصا إذا كان الابن لا يزال في طور النمو الذهني والعقلي والجسمي والانفعالي.
تبادل الأفكار بمرونة
وفي هذا الشأن، تقول المستشارة التربوية والأسرية الدكتورة أمل بورشك إنه “باستطاعة الأهل مساعدة الابن في اتخاذ قرار بشأن مهنة المستقبل من خلال استثمار النشاطات المتنوعة عائليا، والتي تقوي الروابط الأسرية التشاركية فيتم تبادل الأفكار بمرونة، وتلقي الضوء على قدرات الابن وميوله ونقاط قوته وضعفه والمهارات التي يحتاج إلى تنميتها”.
كما أن تواصل الابن مع الأهل والمعارف وأصدقاء العائلة والتحدث إليهم عن مهنهم وبناء القدوة السليمة لدى الابن مهم جدا، وفق بورشك التي تشدد على أهمية قوة المعرفة التي يقود إليها البحث عن المعلومات الصحيحة من مصادر موثوقة عن واقع المهن ومتطلباتها وحاجة سوق العمل.
وتوضح بورشك أن المعرفة القوية والسليمة تدفع الابن نحو سلامة اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية في اختيار مهنة المستقبل، مع الأخذ بالاعتبار البيئة المحيطة به والفرص المتاحة له والبدائل المتوافرة والتنبؤ بالنتائج المتوقعة مستقبلا، فهذا يسهل التعامل مع الغموض المستقبلي ويوفر المرونة لامتصاص الصدمات النفسية المحبطة.
وتقترح على الأهل تدارس حاجات مختلف التخصصات الأكاديمية المطروحة في طلبات القبول الجامعية أو ما ينشر إعلاميا عن فرص العمل المتاحة، لبلورة تصور سليم لدى الابن عن نفسه وتطوير وعيه بذاته وإمكاناته، ليتشكل لديه خيار مهني ينسجم مع قدراته ورغباته، مع الحفاظ على عقلانية التفكر بالوضع الاقتصادي للأهل ومدى قدرتهم على توفير الدعم اللازم للاختصاص المستقبلي لفلذة كبدهم.
مهنة تتوافق مع شغفه
بدورها، ترى المستشارة النفسية التربوية الدكتورة رولا أبو بكر أن الأهل يلعبون دورا حاسما في تحديد الخيار الوظيفي المستقبلي لابنهم ومساعدته على التخطيط للأمر واتخاذ القرار الفصل.
وتوضح الأمر قائلة “يتم ذلك من خلال الانخراط في حوار مفتوح وصادق معه حول أهدافه وتطلعاته، ويمكن مساعدته في تطوير رؤية واضحة لمستقبله، وبناء الثقة في قدراته، وممارسة مهنة تتوافق مع اهتماماته وشغفه”.
وفي كثير من الأحيان قد لا يكون الشباب على دراية كاملة بجميع المسارات الوظيفية المتاحة لهم، وقد يحتاجون إلى التوجيه والدعم لاستكشاف خياراتهم بالكامل وتحديد الوظائف الأكثر ملاءمة لحاجاتهم وتفضيلاتهم الفردية، بعد التعرف على نقاط القوة والضعف لديهم والعمل على تحسينها.
الاستقرار النفسي
وتقول رولا أبو بكر “غالبا ما يواجه الشباب الكثير من القلق بشأن مستقبلهم، ويمكن أن يكون تشكيل فكرة واضحة عما يريدون تحقيقه أمرا مطمئنا لهم ويساعدهم في تنمية شعورهم بالاستقرار النفسي من خلال استكشاف اهتماماتهم وشغفهم ومناقشة أهدافهم، لذا، يمكنك مساعدة ابنك في تطوير إحساسه بالهدف، مما يترك أثرا إيجابيا على صحته العقلية ورفاهيته”.
وتضيف “من خلال الحديث معه يمكنك مساعدته على فهم الخيارات الوظيفية المختلفة المتاحة له واستكشاف اهتماماته وميوله بشكل أعمق، فالحديث مع ابنك حول أهدافه المهنية يمكن أن يساعده في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن خياراته التعليمية والمهنية”.
وتشير رولا أبو بكر إلى أنه “من خلال مناقشة مختلف المسارات التعليمية والمهنية المتاحة له يمكنك مساعدته في تحديد أنسب الخيارات لحاجاته ورغباته الخاصة، وهذا من شأنه أن يوفر له الوقت والمال على المدى الطويل ويضمن أنه يسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافه”.
كما أن الرؤية الواضحة للأهداف والتطلعات المهنية تساعد الابن في البقاء مركّزا ومتحفزا لتحقيقها، وبإمكان الأهل مساعدته في تحديد أولويات وقته وطاقته وتحديد أهداف قابلة للتنفيذ واتخاذ الخطوات اللازمة لإنجازها، فضلا عن مساعدته في بناء الثقة بقدراته وإحراز تقدم نحو أهدافه المهنية الطويلة الأجل، وفق ما ترى رولا أبو بكر.
نصائح للأهل
تحت عنوان “كيف تساعد ابنك المراهق في اتخاذ قرار بشأن مهنته المستقبلية؟” قدّم موقع “ستدي” (Study) نصائح تتلخص في ما يلي:
التخلص من الضغط: يشعر المراهق عادة بالقلق من أنه سيخيب آمال والديه إذا لم يسلك طريقا مباشرا إلى وظيفة مثالية، لذا يجب تشجيع الاستكشاف الوظيفي لديه بعيدا عن ضغط التوقعات التي تلوح في الأفق.
كن مثالا يحتذى: كن قدوة لأبنائك من خلال مهنة تحبها وتمارسها بشغف ونزاهة، فإذا رأوا أنك تستمتع بعملك فسيعرفون أنه من الممكن العثور على شيء يستمتعون به أيضا.
ساعدهم في تحديد نقاط قوتهم: على الوالدين معرفة اهتمامات أبنائهم والمجالات التي يتفوقون فيها، وسيمكنهما ذلك من مساعدتهم وتوجيههم وتنمية مهاراتهم.