#مؤسسة_رؤى_للدراسات
تُعد مرحلة البلوغ وقتا عصيبا بالنسبة للمراهقين وذويهم، ويكون تأخر البلوغ أكثر إزعاجا، خاصة عندما يرى الصبي أن كل زملائه من حوله في حالة نمو وتطور جسدي.
وقد يشكل البلوغ المتأخر مجموعة من التحديات أمام الطفل والأم على حد سواء، لما له من تأثير نفسي ومزاجي حاد.
ما تأخر البلوغ؟
يتم الحديث عن تأخر البلوغ، عندما يدخل الطفل المرحلة العمرية المفترضة أو المعتادة للبلوغ من دون أن تظهر عليه أي تغيرات جسدية، وحسب مؤسسة “تشيلدرين مينيسوتا” (Childrensmn) لا يحدث البلوغ بين عشية وضحاها، بل يكون عبارة عن عملية طويلة تمتد لسنوات، وفي حين تبدأ سن البلوغ لدى الفتيات عادة بين 8 و13 عاما، فإنها تتراوح بين 9 و15 عاما لدى الفتيان.
في بعض الحالات، لا تظهر علامات البلوغ على الفتاة حتى سن 14 عاما، وربما لا تظهر لدى الأولاد حتى عمر 15 عاما، ويعد ذلك بلوغا متأخرا.
أسباب تأخر البلوغ
تأخر سن البلوغ يمكن أن يكون ناتجا عن مجموعة متنوعة من الحالات الجسدية أو الوراثية، وفقا لموقع “فيري ويل فاميلي” (Verywellfamily) منها:
سوء التغذية: إذا كان الطفل لا يحصل على العناصر الغذائية المناسبة، فربما لا يكون جسمه مجهزا للبلوغ.
المشكلات الهرمونية: في حال وجود اضطرابات أو مشكلات في الغدة النخامية والغدة الدرقية قد يتأخر البلوغ، حيث تفشل هذه الغدد في إنتاج الهرمونات اللازمة للنمو.
الحالات الطبية المزمنة: مع بعض الأمراض مثل السكري والتليف الكيسي وأمراض الكلى، يصبح من الصعب على الجسم أن يتطور.
تاريخ العائلة: قد يرجع تأخر البلوغ إلى نمط النمو والتطور داخل العائلة، وقد يكون وراثيا، وفي هذه الحالة لا داعي للقلق من تأخر البلوغ.
القلق والتشخيص
من الطبيعي أن تشعر الأم بالقلق مع تأخر ظهور علامات البلوغ على بناتها اللاتي في عمر 13 عاما، أو على أولادها الذين في عمر 15 عاما، خاصة إذا لم يحدث ذلك الأمر من قبل في تاريخ العائلة.
في تلك الحالة، تجب استشارة الطبيب لتشخيص تأخر البلوغ ومعرفة أسبابه، وحسب مؤسسة “كيدز هيلث” (Kidshealth)، يقوم الطبيب في هذه الحالة بعدد من الإجراءات، منها:
مراجعة التاريخ الطبي الكامل والأدوية التي يتعاطاها الطفل والفحص البدني.
تحاليل الدم: للتحقق من وجود مشاكل في الغدة الدرقية أو النخامية أو الكروموسومات، وقياس مستويات الهرمونات، واختبار الاضطرابات المزمنة التي قد تؤخر البلوغ، مثل السكري وفقر الدم.
أشعة سينية لعمر العظام: لمعرفة إن كانت تنضج بشكل طبيعي، لأنه في حالة تأخر البلوغ، غالبا يتأخر نمو العظام بالنسبة إلى عمر الطفل.
تصوير بالرنين المغناطيسي: للأعضاء والهياكل داخل الجسم ومعرفة إن كانت مصابة بخلل أم لا.
آثار سلبية ودعم إيجابي
من الضروري اللجوء إلى الطبيب لتشخيص سبب تأخر البلوغ وعلاجه وفقا لحالة الطفل. لكن، أيضا، من المهم للأم إدراك أن البلوغ المتأخر قد يسبب إحراجا وتوترا لابنها المراهق.
وقد يعاني بعض الأطفال من مشكلات نفسية خلال سنوات المراهقة بسبب تأخر سن البلوغ، بينما يرون أصدقاءهم ينمون ويتطورون، وقد يعرضهم ذلك للتنمر والسخرية. وفي مرحلة ما، قد يصاب بعض الأطفال بالاكتئاب وينسحبون من الأنشطة الاجتماعية.
ماذا لو حاول ابنك المراهق التلاعب بعقلك؟
تنصح شبكة “ويب ميد” (Webmd) الأم باتباع بعض الإجراءات لمساعدة طفلها ودعمه في تلك الفترة الحرجة، عن طريق:
الدعم العاطفي والنفسي وطمأنة الطفل الذي يعاني من تأخر سن البلوغ وتشجيعه باستمرار.
تعليمه أن يتقبل جسده في كل مرحلة من مراحل الحياة، وأن تكون الأم نموذجا فعليا لذلك.
إخبار الطفل بشكل متكرر أن تأخر سن البلوغ هو مجرد تأخير، وبمرور الوقت سينمو ويكبر مثل أصدقائه.
تسجيل الطفل في الأنشطة المناسبة لنوع جسمه.
تشجيعه على الحصول على قسط كاف من النوم وتناول نظام غذائي متوازن وصحي.
التأكد من انخراطه بدنيا واجتماعيا في أنشطة مختلفة.