يطرح المخرج العراقي جواد الأسدي في مسرحيته الجديدة “أمل” جملة تساؤلات عميقة حول قضايا راهنة من خلال قصة زوجين أنهكتهما الحياة اليومية وهما يبحثان عن السعادة والعدالة، وقد عاشا سلسلة أحداث ما زالت مستمرة من خوف وألم وفراق ومصير مجهول.
يحمل عنوان العمل اسم الزوجة التي تمثّل حياة النساء في مجتمع تسوده الفوضى والتطرف والقتل على الهوية وتجارة المخدرات واللصوصية وغياب القانون، حيث ترفض أمل الإنجاب في ظل هذه الظروف وتتنازل عن الأمومة وتبذل محاولات عديدة للتخلّص من الجنين الذي حملت.
تُعرض المسرحية عند الرابعة من مساء الأحد، الخامس عشر من الشهر الجاري، على خشبة “مسرح محمد الزفزاف” بالدار البيضاء، ضمن عروض “مهرجان المسرح العربي” التي تنطلق مساء الثلاثاء المقبل.
ويقابل شخصية أمل في العرض، زوجها باسم الذي ينتظر قدوم طفله بشغف وفي الأثناء تنطلق تأملاته وحواراته مع زوجته بين جدران المنزل التي تهشمت وتأكلت ويبدو حالها مثل حال خزانة الكتب التي تتهاوى لتسقط محتوياتها في أية لحظة، كإشارة إلى واقع المجتمع العراقي والمجتمعات العربية التي تتراجع في جميع مجالات الحياة.
تستند حبكة المسرحية إلى حادثة أساسية تبتدئ مع قرار أمل أن تجهض جنينها بسبب ما شاهدته من دمار وحروب وقتل ومخدرات وفوضى في الشوارع، فهي لا تريد أن يكون ابنها ضحية مثل آلاف الضحايا الذين يسقطون كل يوم بنهايات مأساوية.
وأمل التي تحلم أن يعيش ابنها في ظروف مغايرة؛ في حضنها وأن لا تأخذه الحروب العبثية، وفي دفاعها عن فكرتها تتطرق إلى مواضيع وقضايا مسكوت عنها تتعلّق بواقع المرأة ونظرة المجتمع إليها والعلاقات العاطفية والأسرة والدولة والحرب وغيرها، وهي بإسقاطها الجنين لا تقوم بفعل إيجابي لمواجهة كلّ ذلك بل تعود إلى المربع الأول في بيت تسكن فيه كلّ الهواجس والمخاوف التي لا تتبدل ولا تتغيّر سواء أنجبت أو لم تنجب.
يشارك في المسرحية الممثلان رضاب أحمد وحيدر جمعة، ويصمّم السينوغرافيا وينفّذها علي محمد السوداني، وهي من إنتاج “الفرقة الوطنية العراقية للتمثيل”