أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن العمليات العسكرية الإسرائيلية خلفت 21672 قتيلاً في القطاع منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأكدت الوزارة مقتل 165 شخصاً وإصابة 250 آخرين خلال الساعات الـ 24 الماضية، مضيفة أن 56165 شخصاً جرحوا منذ بدء الهجوم.
يأتي ذلك بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة بثها التلفزيون أمس السبت إن إسرائيل تقاتل على “جميع الجبهات” في حرب ذكر أنها ستستمر شهورا عدة أخرى حتى تحقيق النصر.
وأضاف نتنياهو أن منطقة “محور فيلادلفيا” الحدودية بين غزة ومصر ينبغي أن تكون تحت سيطرة إسرائيل، وتابع “يجب إغلاقه. من الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في تهديد نادر، إنه قد يهاجم إيران مباشرة بسبب تبادل إطلاق النار شبه اليومي عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وأضاف دون الخوض في تفاصيل “إذا وسع حزب الله هذه الحرب، سيتلقى ضربات لا يمكنه تخيلها، وكذلك إيران”.
في الوقت نفسه، قال سكان إن دبابات إسرائيلية توغلت في مناطق بوسط قطاع غزة وجنوبه، ليل الجمعة السبت، بدعم من نيران المدفعية والطيران.
وتركز القتال الذي بدأ في وقت متأخر من مساء الجمعة واستمر حتى صباح اليوم السبت في مخيمات البريج والنصيرات وخان يونس وكان مدعوماً بغارات جوية مكثفة، ما تسبب في إدخال عدد كبير من المصابين الفلسطينيين إلى المستشفيات.
وقال مسؤول كبير بوزارة الصحة الفلسطينية إن 100 فلسطيني قتلوا فيما أصيب 158 في ضربات إسرائيلية على وسط قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وذكرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع القوات الإسرائيلية في محاور التقدم شمال وشرق مدينة خان يونس.
تجدد الاشتباكات
وتجددت الاشتباكات العنيفة والقصف المدفعي من الدبابات الإسرائيلية شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، وأفيد بأن الزوارق الحربية الإسرائيلية أطلقت قذائف مدفعية بشكل كثيف على شواطئ دير البلح (وسط القطاع)، وخان يونس (جنوب).
وذكرت قناة “الأقصى” الفضائية أن قصفاً جوياً إسرائيلياً استهدف منزلاً في مخيم النصيرات (وسط) أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وواصل الجيش الإسرائيلي الجمعة قصفه المركز على جنوب قطاع غزة حيث الوضع الإنساني كارثي بحسب الأمم المتحدة التي طلبت من “جميع الأطراف” تسهيل وصول المساعدات.
ومع اقتراب الحرب من إتمام شهرها الثالث، وصل وفد من حركة “حماس” إلى القاهرة للبحث في مقترح لوقف النار طرحته مصر فيما لا تزال المشاورات قائمة.
حصار كامل
تفرض إسرائيل حصاراً كاملاً على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، ولا تسمح سوى بدخول كميات محدودة من المساعدات الإنسانية بعد تفتيشها، عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
في مواجهة النقص الصارخ في المساعدات، يواجه سكان غزة “خطراً جسيما”، وفق منظمة الصحة العالمية.
وندد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني في بيان بأن “كمية المساعدات المقدمة، الضرورية والعاجلة، لا تزال محدودة وتواجه عقبات لوجيستية عدة”، مذكراً بأنه يجب على “جميع الأطراف” تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وأوضح “لا يزال إيصال المساعدات العاجلة والملحة محدوداً من حيث الكميات ومليئاً بالعقبات اللوجيستية”. ووصف “حال اليأس” في غزة، حيث يتوجه الفلسطينيون إلى مستودعات الوكالة “لأخذ الإمدادات أو اعتراض شاحنات المساعدات لالتقاط الطعام لتناوله على الفور”.
3 مراحل
وبينما تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية من دون هوادة، وصل وفد من “حماس” إلى القاهرة للبحث في مقترح مصري في شأن وقف النار، وفق ما أفاد مصدر مطلع على المباحثات.
والمقترح المصري يشمل ثلاث مراحل تنص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن عشرات الرهائن والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى وقف الأعمال القتالية.
وسينقل وفد “حماس” إلى المصريين “رد الفصائل الفلسطينية الذي يتضمن ملاحظات عدة على خطتهم”، وفق المصدر نفسه.
وأوضح المصدر أن هذه الملاحظات تتعلق خصوصاً بـ”طرائق عمليات التبادل المرتقبة وبعدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم وبالحصول على ضمانات من أجل انسحاب عسكري إسرائيلي كامل من قطاع غزة”.
من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاء الخميس في تل أبيب مع عائلات رهائن “نحن على اتصال (مع الوسطاء) في هذه اللحظة، لا أستطيع تقديم مزيد من التفاصيل، نحن نعمل على إعادتهم جميعا، هذا هدفنا”.
قال أبو الرحمن الغبريس، أحد سكان رفح “نأمل بحصول وقف تام لإطلاق النار، الشعب الفلسطيني يأمل في استعادة الأمن ليعيش في سلام مثل بقية دول العالم”.
وتجمع مئات الإسرائيليين مساء الخميس، من يهود وعرب، في تل أبيب، ملوحين بلافتات تحض على وقف النار.
وعلى رغم أن الحرب بدأت قبل ثلاثة أشهر تقريباً، فإن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “لا يزال يشعر بقلق بالغ إزاء توسع أكبر لرقعة النزاع، الأمر الذي قد تكون له عواقب مدمرة على المنطقة بكاملها”، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.
اعتقالات
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن القوات الإسرائيلية اعتقلت 15 مواطناً من بلدات الضفة الغربية منذ فجر اليوم السبت. وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي اعتقل مواطنين اثنين واعتدى عليهما بالضرب، واستولى على مركبتيهما جنوب الخليل، كما اعتقل شاباً شرق نابلس واعتدى على آخر جنوب نابلس، كما اعتقل شابين من قرية بيت إيبا، غرب نابلس، وذلك بعد أن اعتقل 10 فلسطينيين أثناء دهم مخيم الجلزون شمال رام الله.
وفي الضفة الغربية أيضاً، أصيب أربعة أشخاص، الجمعة، في عملية دهس بسيارة، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي وخدمات الطوارئ.
وقتل فلسطينيان، الجمعة، برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، أحدهما بعد الاشتباه بتنفيذه عملية دهس بسيارة أدت إلى إصابة أربعة إسرائيليين، والآخر لمحاولته إلقاء قنبلة على موقع عسكري، وفق الجيش.
وقتل منذ بدء الحرب في غزة، أكثر من 315 فلسطينياً بنيران الجيش أو مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، وفقاً لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية، فيما تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية ومداهمات شبه يومية في مختلف المدن والقرى الفلسطينية ومخيمات اللاجئين.
وأعلنت الحكومة الأميركية الجمعة أنها وافقت “بشكل طارئ”، من دون المرور بالكونغرس، على بيع ذخائر مدفعية لإسرائيل بقيمة 147.5 مليون دولار.
وتحدثت الفرنسية الإسرائيلية ميا شيم التي أسرتها “حماس” 54 يوماً، عن احتجازها و”خوفها من التعرض للاغتصاب” على يد سجانها، وذلك خلال مقابلة بثتها قناة تلفزيونية إسرائيلية خاصة مساء الجمعة.
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي فجر السبت تنفيذ ضربات في سوريا بعد سقوط صاروخين أطلقا من هذا البلد على أراض خاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
“أعمال إبادة”
دولياً، قدمت جنوب أفريقيا طلباً إلى محكمة العدل الدولية لبدء إجراءات ضد إسرائيل لما وصفته بـ”أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني” في قطاع غزة، وفق ما أعلنت المحكمة الجمعة.
ويتعلق الطلب بانتهاكات إسرائيل المحتملة لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
وأكدت جنوب أفريقيا أن “أفعال إسرائيل وأوجه تقصيرها تحمل طابع إبادة لأنها مصحوبة بالنية المحددة المطلوبة لتدمير فلسطينيي غزة كجزء من المجموعة القومية والعرقية والإثنية الأوسع أي الفلسطينيين”، بحسب ما أفادت المحكمة في بيان.
ورفضت إسرائيل هذا الاتهام، وقال الناطق باسم خارجيتها ليئور حيات عبر منصة “إكس” إن “إسرائيل ترفض باشمئزاز التشهير الذي نشرته جنوب أفريقيا والطلب الذي تقدمت به” أمام محكمة العدل في لاهاي.
مقتل صحافي فلسطيني
وقال مسؤولون في قطاع الصحة وصحافيون إن صحافيا فلسطينياً يعمل في قناة القدس الفضائية قتل مع عدد من أفراد عائلته في غارة جوية إسرائيلية على منزلهم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وبهذا يرتفع عدد الصحافيين الفلسطينيين الذين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي إلى 106، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
قالت لجنة حماية الصحافيين الأسبوع الماضي إن الأسابيع العشرة الأولى من الحرب بين إسرائيل وغزة كانت الأكثر دموية بالنسبة إلى الصحافيين، حيث قتل أكبر عدد من الصحافيين في عام واحد في مكان واحد.
الصحة العالمية تحذر من تفشي الأمراض
صحياً أيضاً، حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد خطر تفشي الأمراض المعدية في قطاع غزة، مع نزوح أهالي القطاع بأعداد كبيرة نحو جنوب القطاع، واضطرار بعض العائلات للنزوح أكثر من مرة، واتخاذ كثيرين من منشآت صحية مكتظة ملجأ لهم.
وأوضحت أن ما يقرب من 180 ألف شخص يعانون من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، فضلاً عن وجود 136 ألفاً و400 حالة إسهال، نصفهم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، إضافة إلى إصابة 55 ألفاً و400 شخص بالجرب، و5330 بالجدري، و42 ألفاً و700 بالطفح الجلدي، منهم 4722 مصابون بالقوباء، وكذلك 4683 حالة يرقان حاد.