#مؤسسة_رؤى_للدراسات
استمرارًا لمسلسل التوترات بين القوتين العظميين، سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الضوء على سلسلة من تصريحات “تصعيدية” من قبل الصين تجاه الولايات المتحدة على مدار اليومين الماضيين، وذلك بعدما ألقى الرئيس شي جين بينغ خطابًا تحدى فيه واشنطن “علنًا”، فضلاً عن تحذيرات أخرى وجهها وزير الخارجية، تشين جانغ.
وفيما يتعلق بالزعيم الصيني، ذكرت الصحيفة أنه بينما يتوجه إلى ولاية ثالثة غير مسبوقة، هدد شي بأنه سيتخذ موقفًا أصعب ضد ما يعتبره جهدًا من قبل الولايات المتحدة لمنع صعود الصين من خلال حملة تقودها واشنطن “لتطويق وقمع” النفوذ الصيني.
وقالت الصحيفة إن الزعيم الصيني أشاد بنجاح بلاده ضد الغرب، مشيرة إلى أنه دعا للسعي لتطوير تقنيات متقدمة لتقليل اعتمادها على هذه الدول. وقال شي في خطاب نادر: “الدول الغربية التي تقودها الولايات المتحدة نفذت حملة لتطويق وقمع قدراتنا، والتي جلبت تحديات شديدة غير مسبوقة لتنمية بلدنا”.
وتجدر الإشارة إلى أن الزعيم الصيني دائمًا ما يستخدم الخطاب القومي بشكل متكرر، لكنه نادرًا ما يذكر الولايات المتحدة بشكل مباشر.
واعتبرت الصحيفة أن نهج الزعيم الصيني ضد الغرب قد يجلب دعمًا شعبيًّا واسعًا، لكنها أشارت إلى أن شي يخاطر برفع الحذر في الخارج في وقت سعت فيه بكين إلى استقرار العلاقات مع الغرب.
وأضافت الصحيفة أن شي يستعد الآن لقيادة “حملة المواجهة والمنافسة بين أكبر اقتصادين في العالم”، وأن العلاقات بين البلدين باتت في أدنى مستوى لها منذ عقود بسبب الدعم الأمريكي المتزايد لتايوان، وكذلك اتهامات أمريكية بأن الصين تدير أسطولًا من بالونات التجسس، فضلاً عن القيود التجارية والتكنولوجية التي تفرضها الولايات المتحدة ضد الصين.
وقالت الصحيفة إنه بينما تصور إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الزعيم الصيني على أنه يسعى إلى إعادة تشكيل النظام الدولي الذي تقوده واشنطن، يعد توافق الصين الوثيق مع روسيا هو “القشة التي قسمت ظهر البعير” في مستقبل العلاقات بين البلدين، والذي زاد أيضًا مخاوف حقيقية حول نوع جديد من الحرب الباردة.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن “التصريحات العلنية النادرة” للرئيس الصيني ضد الولايات المتحدة تزيد من حالة الغموض والقلق بشأن مستقبل العلاقات بين القوتين العظميين، وتداعياتها على العالم بأسره، وذلك في وقت يعاني فيه المجتمع الدولي من تداعيات الحرب الأوكرانية.
ورأت الصحيفة أن تصريحات وزير الخارجية الصيني أمس، الثلاثاء، قد تضاعف أيضًا من حجم القلق، وذلك بعدما هددت الولايات المتحدة بأن بكين “لها حق الرد دائمًا”، قائلاً: “تريد الولايات المتحدة في الواقع ألا تقاوم الصين، لكن هذا مستحيل”.
وكانت الصين تعرضت لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة وحلفائها لاستخدام تأثيرها على روسيا لوقف حرب أوكرانيا. كما اتهمت واشنطن الصين علنًا بالتخطيط لإرسال أسلحة إلى روسيا لحربها؛ ما دفع الغرب إلى تهديد بكين بفرض عقوبات وخيمة إزاء هذه الخطوة، وهو أمر أدانته الصين بشدة.
وتتعارض المصالح الأمريكية والصينية في مجموعة واسعة من القضايا؛ بما في ذلك قضية تايوان والحرب الأوكرانية وقيادة التكنولوجيا العالمية، حيث دفعت مخاوف واشنطن المتزايدة إلى اتخاذ سلسلة إجراءات، أبرزها ضوابط التصدير والعقوبات التي تستهدف شركات التكنولوجيا الصينية، وتعزيز العلاقات مع الحلفاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ودعم أقوى لتايبيه.
وفي مقابلة مع صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية، قال جانغ إن بكين لم تقدم أسلحة لأي طرف متورط في الأزمة الأوكرانية، مشددًا على أن بلاده “لن تقبل أبدًا نغمة الانتقادات أو التهديد بالعقوبات”. وقال: “الصين ليست هي من صنع الأزمة التي كان من الممكن منعها، وأن جوهر الحرب نابع من انفجار صراعات إدارة الأمن في أوروبا”.