قالت مصادر مطلعة في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق، اليوم الثلاثاء، إن البابا فرنسيس امتنع عن مقابلة الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، خلال زيارة الأخيرة إلى روما منتصف الشهر الجاري، رفضاً لما تعرض له بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق الكاردينال لويس ساكو، من “إجراءات مجحفة” من قبل الرئيس العراقي، تمثلت بسحب قرار تسميته راعياً للكنسية الكلدانية، و”انحيازه” إلى زعيم مليشيا “بابليون” ريان الكلداني في هذه الأزمة.
وكان من المفترض أن يجري الرئيس العراقي خلال تواجده بروما زيارة اعتيادية لبابا الفاتيكان، إلا أن الأخير امتنع عن السماح بها.
وقالت مصادر إن “الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية إلى روما، لم تكن تتضمن زيارة البابا، لكنها أدرجت عند وصوله إلى إيطاليا، وقد طلب اللقاء بالبابا إلا أن الأخير أبلغ طاقم المرافقين للرئيس العراقي تعذر إجراء اللقاء”.
وأشارت المصادر إلى أن “رسالة البابا نُقلت شفهياً إلى الرئيس العراقي، وجاء فيها دعوته إلى الحفاظ على المكون المسيحي العراقي، واستعادة حقوقه وحقوق مرجعياته الدينية”، موضحة أن “الوفد العراقي شعر أن البابا غير مرتاح لما جرى مع البطريرك ساكو خلال الفترة الماضية، من حالة عزل إجبارية عن منصبه الديني”.
وفي يوليو/ تموز الماضي، قرر رئيس الجمهورية العراقية إلغاء المرسوم الذي يعترف بالبطريرك لويس ساكو، رئيساً للكنيسة المسيحية في البلاد. ورغم أن أزمة الكاردينال ساكو أخذت حيزاً كبيراً في الصحافة العالمية، فإنّ الرئيس العراقي واصل الإصرار على موقفه.
وأصدرت السلطة القضائية العراقية، أمراً في يوليو الماضي يقضي باستقدام ساكو، بتهمة السب والشتم والتشهير، بدعوى رفعها محامٍ يتبع مليشيا “بابليون” المنضوية ضمن الحشد الشعبي ويتزعمها ريان الكلداني، إلا أن ساكو ترك بغداد وتوجه للاستقرار في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
وتشهد قيادة الوضع المسيحي في العراق حالة من الصراع بين بطريرك الكنيسة الكلدانية لويس ساكو، وقائد جماعة “بابليون” المسلحة ريان الكلداني، حتى وصلت خلال الأشهر الماضية إلى تبادل التهم والبيانات عبر وسائل الإعلام والمؤتمرات الصحافية، في مرحلة جديدة من الصراع على الوضع الديني والسياسي للمكون المسيحي، الذي لم يمر بحالة جيدة منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
وهاجم ساكو، في وقت سابق، الكلداني، معتبراً أنه “لا يمثل المكون المسيحي”، واتهمه بالتورط في سرقة أملاك المسيحيين. وقال في مؤتمر صحافي: “لا أسمح لنفسي بمناظرة شخصية مثل ريان الكلداني، الذي سرق أملاك المسيحيين في بغداد ونينوى وسهل نينوى، ويحاول شراء رجال الدين المسيحيين بمساعدة امرأة وضعها في منصب وزيرة” في إشارة إلى وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو، التابعة لحركة “بابليون”.