تكررت على لسان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ومقربين منه، خلال الأسابيع الماضية مفردة “الشرعية”. أشار الرجل، في دعوته الخاصة بمقاطعة الانتخابات المحلية (مجالس المحافظات) المقرر إجراؤها في 18 ديسمبر/كانون الأول الحالي، إلى أنها “تقلل من شرعيتها داخلياً وخارجياً”، في خطاب جديد ولافت في مناهضته أحزاب تحالف “الإطار التنسيقي”، الذي يتضمن الكيانات السياسية الشيعية والفصائل المسلحة وصولاً لبقية الأحزاب المشتركة في إدارة الدولة والحكومة الحالية، ما يفسر توجها سياسيا يحضّر له الصدر، لا سيما أن مصادر قريبة منه أفادت بأنه يسعى إلى صناعة تحالف مبدئي قوامه الصدريون والمدنيون المعارضون لبدء مرحلة جديدة.
الصدر: مقاطعة الانتخابات تقلل من شرعيتها
ودعا الصدر، في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أنصاره إلى مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات. وكتب، على منصة “إكس”، إن “من أهم ما يميز القاعدة الصدرية هو وحدة صفها وطاعتها وإخلاصها، وإن مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيراً، ومقاطعتكم للانتخابات أمر يفرحني ويغيظ العدا (الأعداء)، ويقلل من شرعية الانتخابات دولياً وداخلياً ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين”.
وفي خطبة الجمعة بمسجد الكوفة، في مدينة النجف التي يسكن فيها الصدر، قال إمام وخطيب الصلاة كاظم الحسيني، إن “النظام إذا نخره الفساد وأصبح عقيماً لا يلد إلا الخراب والدمار، ولا معنى لمحاولة إعادة إنتاجه”.
وأضاف أن “غرض مقتدى الصدر من المقاطعة هو سلب الشرعية الدولية والمحلية عن عملية سياسية تأسست على المحاصصة، ونما جذرها على الفساد، ولم تنفع كل محاولات التعديل، لأنه أصبح عصياً عليه، والمشاركة تعني إعطاء الشرعية لنظام اعترف أصحابه أنفسهم أنه فاسد ولا يرجى منه خير للبلد”.
وكان الصدر قد انسحب، في 15 يونيو/حزيران 2022، من العملية السياسية في البلاد، مؤكداً عدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة حتى لا يشترك مع الساسة “الفاسدين”.