قال نير بركات، وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي، إن إسرائيل تُصرّ على ألا تنتهي حملتها ضد حركة «حماس» قبل أن تستسلم الحركة الفلسطينية، وتعيد جميع الرهائن المحتجَزين لديها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، رغم الضغط الدولي المتصاعد لإنهاء الهجوم على غزة.
وأكد نير بركات، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، اليوم الاثنين: «علينا أن نحصل على الاستسلام التام من حركة حماس، وعلينا استعادة رهائننا، وعلى حماس أن ترفع الراية البيضاء»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».
وكانت إسرائيل قد أشارت إلى أنها لا تنوي تخفيف الهجوم في غزة، الذي بدأ بعد أن شنّت حركة «حماس» هجوماً من قطاع غزة، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص في جنوب إسرائيل، واحتجاز أكثر من 200 آخرين رهائن.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن الجيش الإسرائيلي سحب بعض قواته من غزة، في وقت سابق من هذا الشهر، وقال إنه أنجز كثيراً ما كان يعتزم القيام به في الجزء الشمالي من الأراضي الخاضعة لسيطرة «حماس».
ومع ذلك لا يزال القتال محتدماً في القطاع، وقال مسؤولون إسرائيليون إن القتال قد يستمر لعدة أشهر، إن لم يكن لفترة أطول. وقد تحوّل جزء كبير من قطاع غزة إلى أنقاض، ولقي أكثر من 24 ألف شخص حتفهم، وفقاً لما ذكره مسؤولو الصحة هناك.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن إسرائيل تركز معظم هجومها البري والجوي على وسط وجنوب القطاع، في الوقت الحالي.
ويعتقد بركات، وهو عضو في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنه «لا يوجد بديل آخر» للهزيمة الكاملة لحركة «حماس»، التي تُصنّفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. وقالت بعض الدول العربية إنه بالإشارة إلى ذلك، وبالنظر لجذور «حماس» العميقة داخل غزة، وحقيقة أنها تدير القطاع منذ عام 2007، سيتعيّن أن يكون لها دور في مرحلة ما بعد الحرب.
وقال بركات: «علينا أن نبحث عن شخص لديه الاستعداد للاعتراف بإسرائيل، ولا يريد ذبح وقتل ومحو إسرائيل من فوق الخريطة». والمعروف أن «حماس» ملتزمة بتدمير إسرائيل ولا تعترف بالدولة اليهودية.
وتابع بركات: «من الصعب معرفة ما إذا كانت ستُجرى انتخابات في إسرائيل، هذا العام». وتراجعت شعبية نتنياهو، في استطلاعات الرأي منذ هجوم «حماس»، ويضم الائتلاف الذي يتزعمه، وهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، عدداً من الأحزاب المتطرفة غير الراغبة في تأييد أي خطوات نحو حل يُفضى إلي إقامة دولتين في نهاية المطاف مع الفلسطينيين، وهو الحل الذي تدعو إليه الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل الأوروبيون.
وقال بركات: «اتركوا كل هذا حتى نهاية الحرب، الجميع هنا يفهم أننا جميعاً متّحدون، نحن نركز على شيء واحد رئيسي: الانتصار في الحرب وإعادة رهائننا». وأضاف بركات أن الاقتصاد الإسرائيلي يجب أن يشهد انتعاشاً سريعاً بعد الحرب، في ظل التركيز الآن على النمو والاستثمار في التكنولوجيا والإنفاق الدفاعي. وقال إن «الأموال الذكية» مستمرة في التدفق على إسرائيل.
وأضاف بركات أنه، مع قيام الولايات المتحدة وحلفائها بشن غارات جوية ضد الحوثيين للتصدي لهجماتهم على حركة الملاحة البحرية، فإن المتشددين اليمينيين يمثلون الآن «تحدياً عالمياً». وقال إنهم يعملون بالتنسيق مع حركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، وهما حركتان تدعمهما وتُسلّحهما وتُموّلهما إيران.